كيف يواجه اليمنيون المجاعة المحدقة في بلادهم؟

     
الموقع بوست             عدد المشاهدات : 68 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
كيف يواجه اليمنيون المجاعة المحدقة في بلادهم؟

تتسارع مؤشرات أزمة المجاعة في اليمن خلال العام 2025، مع تحذيرات دولية متزايدة من دخول البلاد مرحلة هي الأخطر منذ بداية النزاع قبل أكثر من عقد.

 

تقرير حديث للبنك الدولي أكد أن الاقتصاد اليمني واجه ضغوطاً غير مسبوقة خلال النصف الأول من العام الجاري، نتيجة الحصار المفروض على صادرات النفط، وارتفاع معدلات التضخم، وتراجع حجم المساعدات الإنسانية، إضافة إلى تراكم آثار سنوات الصراع والانقسام المؤسسي.

 

وفق التقرير، يتوقع أن ينخفض الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بنسبة 1.5% هذا العام، وهو ما يعني استمرار الانكماش الاقتصادي الذي ينعكس مباشرة على قدرة ملايين الأسر على تأمين احتياجاتها الغذائية الأساسية.

 

ويشير البنك الدولي إلى أن أكثر من 60% من الأسر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة المعترف بها دولياً والمناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين تواجه مستويات حرجة من انعدام الأمن الغذائي، ما يدفع شريحة واسعة منها إلى اللجوء لآليات تكيف سلبية، مثل تقليص عدد الوجبات أو إرسال الأطفال للتسول أو العمل في مهن شاقة.

 

كما كشف التقرير عن تراجع إيرادات الحكومة بنسبة 30% خلال العام الجاري، نتيجة توقف صادرات النفط وتضاؤل الموارد المحلية، الأمر الذي دفع السلطات إلى خفض الإنفاق العام وتأخير صرف الرواتب، وهو ما انعكس بشكل مباشر على قدرة المواطنين الشرائية. وفي المقابل، تواجه مناطق سيطرة الحوثيين أزمة سيولة حادة وصعوبة في تدفق المواد الأساسية، خصوصاً بعد الضربات الجوية التي استهدفت موانئ رئيسية، ما أدى إلى اضطراب حركة التجارة وارتفاع تكاليف النقل والإمداد.

 

ولم تقتصر التحذيرات على البنك الدولي، إذ أصدرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) وبرنامج الأغذية العالمي تقرير "بؤر الجوع" الذي يغطي الفترة من نوفمبر 2025 حتى مايو 2026، مشيرا إلى أن اليمن يُعد من أكثر البلدان المعرضة لخطر تفاقم انعدام الأمن الغذائي الحاد.

 

ويؤكد التقرير أن النزاع والعنف يمثلان المحركين الأساسيين للجوع في معظم البؤر الساخنة التي يشملها التقرير، ومنها اليمن، حيث أدت المعارك المتقطعة والاضطرابات الاقتصادية إلى تعطّل سلاسل الإمداد وتراجع الإنتاج الزراعي المحلي.

 

ورغم الجهود المحلية المحدودة لتحسين آليات توزيع الغذاء ودعم الفئات الأكثر هشاشة، فإن حجم الأزمة يفوق قدرات المؤسسات المحلية التي تعاني أصلاً من الانقسام وغياب الموارد.

 

ويرى خبراء أن استمرار الحصار الاقتصادي، وارتفاع تكاليف الاستيراد، وتراجع العملة المحلية، كلها عوامل تجعل مواجهة الأزمة أكثر تعقيدا، فيما يتزايد اعتماد السكان على المساعدات الإنسانية التي تشهد بدورها تراجعا كبيرا مع تخفيض التمويل الدولي.

 

ويحذر خبراء الإغاثة من أن استمرار هذا الوضع دون تدخل دولي واسع سيؤدي إلى ارتفاع معدلات سوء التغذية الحاد، خصوصا بين الأطفال، وقد يدفع البلاد إلى حافة مجاعة واسعة النطاق.

 

وتشير التقديرات الأولية إلى أن شريحة كبيرة من الأسر أصبحت تعتمد على وجبة واحدة في اليوم، فيما تشير تقارير أخرى إلى انتشار مظاهر جديدة للفقر المدقع في المدن والريف على حد سواء.

 

ومع غياب حل سياسي قريب للصراع، يستمر اليمنيون في مواجهة واحدة من أعنف الأزمات الغذائية في العالم، ضمن ظروف اقتصادية وأمنية وصحية متدهورة، بينما يزداد القلق الدولي من أن يتحول الجوع إلى مأساة يصعب احتواؤها خلال المرحلة المقبلة.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

واشنطن تكشف عن شرط لإنهاء الحرب اليمنية.. وتلمّح بخطوات عسكرية

نيوز لاين | 374 قراءة 

ضبط 3 موظفين اعتدوا جنسيا على صغيرتين داخل مدرسة دولية شهيرة

العين الثالثة | 322 قراءة 

من يقف وراء محاولة اغتيال المخلافي؟ التحقيقات تكشف المستور

نيوز لاين | 273 قراءة 

اعتقال شقيق القائد العسكري الكبير عبدالرب الشدادي

كريتر سكاي | 266 قراءة 

خبر سار.. تأشيرة عمل جديدة في السعودية لا تحتاج كفيل وتمنح حرية التنقل والعمل

نيوز لاين | 244 قراءة 

حريق مدمر يلتهم حافلة ركاب محملة بأموال طائلة

نيوز لاين | 236 قراءة 

مفاجأة صادمة داخل باص ركاب في منفذ الوديعة

المشهد اليمني | 221 قراءة 

بعد إعدام شاب من مسافة صفر.. حضرموت تغلي على وقع جرائم القوات المدعومة من الإمارات

موقع الجنوب اليمني | 217 قراءة 

تسريب مكالمة تكشف تفاصيل بين الأب ونجله المتهم بقتل أمة العمري في صنعاء

نيوز لاين | 203 قراءة 

السعودية تُطلق تأشيرة عمل بلا كفيل تمنح حرية التنقّل ومزايا أوسع للعمالة الوافدة

صوت العاصمة | 193 قراءة