عبد الرقيب السُنَيْدِي.. ذلك القائد الميداني المحنك، والإعلامي القدير، في ثورةٍ صنعتها صدور الأبطال، ونقشتها أيادي التضحية، وأسستها إرادة الأحرار. قائدٌ لم يعرف إلا الصفوف الأولى منذ انطلاق شرارة الثورة المباركة، فكان رأس الحربة وسيفها المصلت.
في خضم العمل الثوري التحرري، برزت هذه الهامة الوطنية الشامخة كاعلامي بارز، ومناضل صلب لا يعرف الوهن إلى قلبه سبيلاً. لم تثنِه الخطوب، ولم ترهبه فوهات بنادق جنود الاحتلال، فكان درعاً واقياً يصدّ خطرها عن مواكب الثوار السلمية، يتقدم الصفوف بقلبٍ ثابت، يواجه رصاص الاحتلال -الدخاني والحقيقي- مواجهة مباشرة، وكأن الموت في سبيل الوطن عنده حياة.
لم يكن وجوده مقصوراً على ساحات التظاهر السلمي فحسب، بل تمخّطَ بجسارته كل الجبهات، وارتقى بصدقه كل المرتفعات، إعلامياً يروي القصة، ومقاتلاً يكتبها بدمه وروحه. شاهدٌ على الملحمة، ورفيقٌ درب الأبطال من أبناء الوحدات القتالية الجنوبية وأفراد الحزام الأمني، يشاركهم المخاطر، ويواسيهم في المصاعب.
إنه صاحب السبق الإعلامي الذي لا يغيب، كالشمس في رابعة النهار، تنجبه الأرض في المحن، فيحضر دوماً حيث يعزّ الحضور، ويقول كلمة الحق حيث تخفت الأصوات. امتهن العمل الإعلامي طوعاً لا كرهاً، خدمةً للوطن لا تكسباً للذكر. لم تعقبه المخاوف، ولم تثنه ضغوطات المحتل وعملائه، فكان القلعة الحصينة واللسان الناطق باسم الثورة.
ذلكم هو عبد الرقيب السُنَيْدِي: القائد الميداني المخضرم، والإعلامي المقاتل، والناشط السياسي الذي عرفته كل ميادين الجنوب ومليونياته، فرسم بمواقفه أسمى معاني الوفاء، وكتب بإخلاصه أجمل قصائد الحب للوطن.
من على هذا المنبر، وفي هذه الظروف العصيبة التي يمر بها أخونا السنيدي، أستنفر فيكم النخوة، وأستحث في ضمائركم الغيرة. رجل قضى عمره في خدمة الثورة والوطن مجاناً، فهل تهتز جبال الأرض ولا تهتز قلوب أصحاب الهمم والنفوذ؟ هل ننام على الفراش الوثير وهو من نذر نفسه على الجمر؟
انتفضوا أيها الأحرار، أمدوا يد العون لهذا البطل الذي صنع مع رفاقه أمجاد الثورة، ونسجوا بسيرتهم خلودها. ادعموا رجالاتنا الذين هم وقود المعركة وقلبها النابض.
واعلموا يقيناً أن انتصاركم لهم هو انتصار للوطن، وسيبقون -بإذن الله- مشاعلَ تنير الدرب، حتى يشرق فجر الاستقلال.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news