إرادة لا تُبتر.. كواليس أول ظهور دولي لمنتخب اليمن لذوي البتر (حوار خاص)

يمن ديلي نيوز – حوار

: على الرغم من الإعاقة الجسدية، يبقى الشغف وحب كرة القدم حافزًا قويًا لدى اللاعبين من ذوي البتر، يدفعهم للتغلب على الصعاب وتحويل التحديات إلى إنجازات على أرض الملعب.

هذه الروح والإصرار تجسدت بشكل واضح في مشاركة منتخب اليمن الوطني لكرة قدم ذوي البتر، الذي يمثل فئة من الرياضيين لم تخض منافسات دولية من قبل، إلا أن حلمهم بالمشاركة في تصفيات غرب آسيا المؤهلة لكأس العالم “كوستاريكا 2026” أصبح حقيقة ملموسة.

في هذا الإطار، أجرى “يمن ديلي نيوز” حوارًا مع نائب رئيس بعثة المنتخب الوطني، جهاد البريهي، حول أول مشاركة دولية للمنتخب، والصعوبات التي واجهها، والخطط المستقبلية لتطوير اللعبة داخل اليمن، إضافة إلى التحديات المالية واللوجستية.أكد البريهي أن المشاركة كان لها أثراً إيجابياً كبيراً على معنويات اللاعبين، وفتحت آفاقًا للتطوير المستقبلي.

وأشار إلى خطط لتوسيع قاعدة اللاعبين عبر المحافظات، وإقامة دورات تدريبية ومعسكرات خارجية بالتنسيق مع اتحادات عربية، مع التركيز على توفير الدعم الحكومي والمجتمعي لضمان استمرارية اللعبة ومنح الشباب اليمني من ذوي الإعاقة فرصة حقيقية لإثبات قدراتهم على المستوى الدولي.

نص الحوار

• بداية، كيف تقيّمون مشاركة منتخب اليمن للمبتورين في البطولة الأخيرة؟

بعد حصول الاتحاد اليمني لكرة القدم لذوي البتر على الاعتراف الدولي، وصلتنا دعوة للمشاركة في تصفيات غرب آسيا المؤهلة لكأس العالم. بدأنا البحث عن تمويل لضمان المشاركة التي تمثل الأولى في تاريخ اليمن لهذه الفئة. للأسف، لم نجد دعمًا إلا في اللحظات الأخيرة بفضل الفندم طارق صالح، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، حيث سافرنا برًّا عبر سلطنة عُمان في رحلة شاقة إلى إندونيسيا.

• ما أبرز الأهداف قبل المشاركة، وهل تم تحقيقها؟

ركزنا على الاحتكاك الدولي لاكتساب الخبرة، وتعريف اللاعبين والجهازين الفني والإداري بقوانين اللعبة. تحققت هذه الأهداف، حيث حضر أحد أفراد البعثة دورة تحكيم، واكتسب اللاعبون خبرات عملية لنقلها للاعبين داخل الوطن، واكتسب الجهاز الإداري معرفة بأساليب تنظيم الفعاليات الدولية.

• كيف كانت استعدادات المنتخب قبل السفر؟ وهل واجهتم صعوبات؟

اقتصر التجهيز على عشرة لاعبين في تعز وخمسة في عدن، ولم يكن التحضير الفني كافيًا لبطولة بهذا الحجم. واجهنا تحديات مالية كبيرة، ولم نجد من يدعمنا إلا في اللحظات الأخيرة عندما تكفل الفندم طارق بـ 70% من التمويل، ووضعنا خطة بديلة للسفر تتوافق مع الميزانية المتاحة.

• هل تلقى المنتخب أي دعم رسمي أو أهلي؟

لم نتلق أي دعم رسمي للتحضير للبطولة. تم عقد تجمع تدريبي بتمويل ذاتي من اللاعبين لتوفير بدل المواصلات وخوض التمارين، مع توفير المياه فقط. ونأمل أن تكون هذه التجربة حافزًا للداعمين مستقبلاً.

• هل كان التمويل كافيًا؟

التمويل لم يكن كافيًا مقارنة بالميزانية المقدرة، واضطررنا للسفر برًّا عبر سلطنة عُمان، مما أثر على اللاعبين وعلى نتائج المنتخب.

• ما هي أبرز النواقص؟

أبرز النواقص شملت عدم القدرة على صرف مستحقات مالية للجهاز الفني واللاعبين، واقتصرت التكاليف على السفر والفيزا ورسوم المشاركة. وبرغم ذلك، ظل دعم الفندم طارق أساسياً لضمان المشاركة.

• هل تواصلت معكم جهات دولية بعد المشاركة؟

نعم، تواصل معنا الاتحاد السوري للتنسيق للبطولات القادمة، كما نعمل على متابعة الشراكة مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

• كيف أثرت المشاركة على اللاعبين؟

أثرت بشكل إيجابي وكبير، فقد حققوا حلمًا أصبح واقعًا، ومنحتهم دفعة قوية. ومن أبرز اللحظات تسجيل أول أهدافنا ضد المنتخب الماليزي، وكانت لحظة عظيمة للاعب صاحب الهدف وللفريق ككل.

• كيف تقيّمون المستوى الفني للمنتخب؟ وما نقاط القوة والضعف؟

المستوى ما يزال مبتدئًا كونها أول مشاركة دولية. نقاط القوة تمثلت في اكتشاف قدرات اللاعبين والتعرف على طرق تنظيم البطولات في دول مختلفة والتنسيق مع الاتحادين الدولي والآسيوي. أما نقاط الضعف فشملت ضعف اللياقة البدنية، عدم خوض معسكرات تحضيرية، نقص المعلومات عن المنتخبات المنافسة، وضعف المعرفة بقوانين اللعبة.

• هل لديكم خطط لتطوير الأداء الفني؟

نعم، أبرز الخطط تشمل نشر اللعبة في المحافظات، وتنفيذ دورات تدريبية لإعداد مدربين وحكام، والتنسيق مع الاتحادين الدولي والآسيوي لتطوير الاتحاد اليمني، وإقامة معسكر خارجي بالشراكة مع اتحادي سوريا والعراق في 2026.

• ما أبرز التحديات الحالية داخل اليمن؟

انعدام المقرات، نقص الملاعب المخصصة، نقص المعدات التدريبية، وغياب البطولات المحلية.

• هل واجهتم صعوبات أثناء السفر أو المشاركة؟

السفر برًّا كان مرهقًا للمبتورين، وتعطل الباص أكثر من مرة في صحراء عُمان، كما واجه اللاعبون صعوبة في التأقلم مع الطعام في إندونيسيا، ما سبب أزمات صحية لبعضهم.

• ما المشاركات الدولية المقبلة؟

نعمل على إعادة تشكيل المنتخب عبر تشكيل فرق محلية والبحث عن تمويل لإقامة بطولات داخلية، ثم اختيار منتخب أكثر خبرة للمشاركات الدولية بالتنسيق مع دول الإقليم مثل سوريا والعراق وفلسطين.

• هل هناك توجه لتوسيع قاعدة اللاعبين أو إنشاء مراكز تدريب؟

نعم، نبدأ بتشكيل فرق في شبوة ومأرب ولحج والحديدة، إضافة إلى الساحل الغربي، كمرحلة أولى، يليها التوسع في بقية المحافظات.

• ما رسالتكم للجهات الحكومية والاتحاد الرياضي؟

نأمل استمرار دعم وزارة الشباب والرياضة، وأن تُدرج اللعبة ضمن الميزانية السنوية، ونسعى لدعم المانحين لتحسين الملاعب والمعدات ومشاريع التمكين الاقتصادي للاعبين وأسرهم.

•كلمة أخيرة للجمهور والشباب من ذوي الإعاقة

سنطلق قريبًا استمارة التسجيل في جميع المحافظات، ونرجو من مبتوري الأطراف الراغبين في ممارسة الرياضة تسجيل بياناتهم ليتسنى لنا التواصل معهم.

مرتبط

نسخ الرابط

تم نسخ الرابط