الجنوب اليمني: أخبار - سقطرى
يجري الحديث خلال الأيام الماضية عن شروع المخرج الأمريكي “كيفن” في إنتاج فيلم وثائقي جديد عن جزيرة سقطرى، في خطوة أثارت تفاعلاً واسعا بين المهتمين بالشأن المحلي والباحثين في قضايا الجغرافيا السياسية للجزيرة. ورغم أن حضور اسم سقطرى في أعمال سينمائية عالمية يبعث على الفخر لدى الكثير من اليمنيين، إلا أن هذه المرة بدا الأمر مختلفًا، إذ يتزايد الشعور بأن العمل لا يقتصر على توثيق جمال الجزيرة وتاريخها الفريد.
وتشير الأوساط المتابعة إلى أن توقيت الاهتمام الأمريكي بسقطرى ليس تفصيلاً عابرًا، في ظل ما تشهده الجزيرة من تنافس إقليمي حاد على النفوذ السياسي والعسكري. ويرى مراقبون أن الأفلام الوثائقية الأجنبية غالبًا ما تتضمن رسائل غير مباشرة تُبنى بعناية داخل السرد البصري، سواء عبر اختيار اللقطات أو طبيعة الضيوف أو الأسئلة المطروحة، وهو ما يفتح الباب أمام تأويلات حول أهداف العمل المرتقب.
ويعتقد محللون أن واشنطن اعتادت استخدام الأعمال الوثائقية كأداة ناعمة لتقديم قراءة معيّنة للواقع المحلي في البلدان المستهدفة، أو تمهيد الرأي العام الدولي لفهم رواية محددة حول مناطق ذات أهمية استراتيجية، خاصة عندما يتعلق الأمر بجزر تقع على خطوط الملاحة الحيوية مثل سقطرى. وتزداد الشكوك اليوم حول ما إذا كان الفيلم سيعيد صياغة صورة الجزيرة بما يخدم مقاربات سياسية أو جيوستراتيجية معينة.
ويرى ناشطون يمنيون أن أي إنتاج سينمائي أجنبي عن سقطرى يجب أن يراقب بدقة، خصوصًا في ظل تنامي حضور القوى الإقليمية والدولية في الأرخبيل، لافتين إلى أن قضايا السيادة والهوية والحفاظ على التراث الطبيعي قد تتحول إلى عناصر حساسة يسهل توجيهها داخل الأعمال الوثائقية. وتظل التساؤلات مفتوحة حول طبيعة المعالجة التي سيقدمها الفيلم، وما إذا كانت ستراعي خصوصية سقطرى أم ستعمل على إعادة تقديمها من منظور خارجي يخدم مصالح معينة.
وفي ظل غياب معلومات رسمية حول محتوى الفيلم وأهدافه، يبقى اليمنيون بين ترحيب حذر وشكوك متزايدة، بانتظار ما إذا كان هذا العمل سيكشف جانباً مضيئاً من سقطرى، أم أنه سيضمر رسائل أخرى تتجاوز حدود السينما إلى حسابات أبعد.
مرتبط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news