شهدت مديرية الوازعية التابعة لمحافظة تعز، فجر الاربعاء، توتراً أمنياً خطيراً تخللته اشتباكات محدودة، بعد أن أعطى خلاف حول توزيع المساعدات الإنسانية شرارة لاحتكاك مسلح بين قبليين وقوة تابعة لوكالة إغاثة محلية.
وقالت مصادر قبلية مطلعة لمراسلنا، إن الوضع الأمني في المديرية شهد تصاعداً مفاجئاً عقب اعتراض مسلحين قبليين فريقاً تابعاً لوكالة "إدرا" للإغاثة التنموية، وهو يعمل في منطقة الحضارة، وقاموا بالاستيلاء على كامل معداته وأجهزته اللوحية (تابلت)، فضلاً عن كشوفات وقوائم المستفيدين من برامج المساعدات.
وكشفت المصادر عن أن المسلحين لم يكونوا عشوائيين في تصرفهم، بل برروا عملية الاعتراض والاستيلاء بتلقيهم شكاوى حارقة من أهالي المنطقة. وأوضحت أن الشكاوى تتمحور حول وجود "خلل فاضح" في قوائم المستفيدين، حيث تم إدراج أسر يُزعم أنها غير مستحقة للمساعدات أو تتمتع بروابط مع المسؤولين عن التوزيع، في المقابل، تم تجاهل أسر أخرى هي الأشد فقراً واحتياجاً وفق معايير الطوارئ.
هذا التصرف، بحسب المصادر، أثار حفيظة أبناء المنطقة وفجر غضبهم، مما أدى إلى وقوع اشتباكات محدودة بين المسلحين القبليين وقوات تابعة للمقاومة الوطنية التي تنتشر في المنطقة، وذلك في سياق من التوتر المتصاعد الذي كان سائداً بالفعل.
يأتي هذا الحادث على خلفية وصول حملة عسكرية تابعة لقوات "المقاومة الوطنية" قادمة من الساحل الغربي (مديرية المخا) إلى مديرية الوازعية، مما أضاف بعداً عسكرياً للتوتر القائم. ويبدو أن الخلاف على المساعدات جاء ليصب الزيت على النار في بيئة أمنية بالفعل مشحونة بسبب الحشود العسكرية وتعدد القوات والولاءات في المنطقة.
تُعتبر مديرية الوازعية، مثلها مثل معظم مناطق تعز، منطقة تعاني من تداعيات الحرب المستمرة منذ سنوات، مما يجعل سكانها يعتمدون بشكل كبير على المساعدات الإنسانية التي تقدمها المنظمات المحلية والدولية.
وعلى مدار سنوات النزاع، شهدت عمليات توزيع الإغاثة انتقادات واسعة بسبب ما يُعتبره نشطاء محليون ومواطنون "ممارسات فاسدة" و"محسوبيات" تحرم الفقراء الحقيقيين من حقهم في المساعدة.
ويُنظر إلى حادثة اعتقال فريق "إدرا" على أنها مؤشر خطير على مدى استياء المجتمع المحلي وتآكل الثقة في آليات العمل الإغاثي، وقد تدفع هذه الحوادث المنظمات الإنسانية إلى تعليق عملياتها في المنطقة خوفاً على سلامة فرقها، وهو ما سيشكل كارثة إنسانية لآلاف الأسر المحتاجة.
وحتى اللحظة، لم تصدر أي بيانات رسمية من السلطات المحلية في تعز أو من وكالة "إدرا" للتعليق على الحادث. وتشير المصادر إلى أن وساطات قبلية جارية لمحاولة احتواء التوتر وإطلاق سراح أفراد الفريق المحتجزين واستعادة المعدات، لكن الوضع لا يزال هشاً وقابلاً للتصاعد في أي لحظة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news