تداول نشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي تسجيل فيديو مؤثراً لمواطن يمني مصاب بإعاقة، عبر فيه عن معاناته المتفاقمة والسخط الشديد من الإجراءات الجبائية المفرطة التي تفرضها مليشيات الحوثي على المواطنين في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
لم يقتصر المواطن في شكواه على الأعباء المالية، بل قدم مقارنة صادمة وصف فيها سلطة الأمر الواقع في صنعاء بأنها "تشبه إسرائيل"، في تعبير عن حجم الغضب الشعبي المتنامي.
ففي التسجيل الذي لاقى صدى واسعاً، شوهد المواطن وهو يبدي حزنه وألمه من السياسات الاقتصادية التي تتبعها ما تسمى "حكومة الإنقاذ" التابعة للحوثيين.
وأوضح أن الضرائب والرسوم التي تُفرض بشكل يومي على كافة السلع والخدمات الأساسية، من وقود وكهرباء إلى مواد غذائية واتصالات، قد أصبحت عبئاً لا يطاق.
وأكد المواطن أن هذه السياسات الجائرة لا تراعي الظروف الإنسانية لفئات المجتمع الأكثر ضعفاً وعلى رأسهم ذوو الإعاقة والأسر الفقيرة، الذين يعانون بالأساس من ظروف الحرب والفقر.
وقال إن دخله المحدود لم يعد يكفي لتلبية أبسط الاحتياجات، مع استمرار فرض المزيد من الرسوم التي تزيد من معاناته اليومية.
ولم يكتفِ المواطن بالشكوى من الأعباء المعيشية، بل خرج بمقارنة سياسية قوية أثارت جدلاً واسعاً، حيث قال بوضوح إن "حكومة صنعاء تشبه إسرائيل".
هذا الوصف، الذي يُعتبر من أقوى التشبيهات السياسية في الثقافة اليمنية والعربية، يعكس حجم الغضب واليأس الذي يصل إليه المواطنون، جراء ما يصفونه بـ "الظلم والقهر" الذي تمارسه المليشيات بحقهم.
ويأتي هذا المشهد في ظل تزايد حدة الشكاوى من المواطنين في شمال اليمن من سياسة "النهب المنظم" التي يتبعها الحوثيون لتمويل حربهم وآلتهم العسكرية.
تشمل هذه السياسة فرض ضرائب ورسوم غير مسبوقة على كافة مناحي الحياة، بالإضافة إلى جباية أموال من التجار والموظفين تحت مسميات مختلفة، مما أدى إلى ارتفاع جنوني في الأسعار وتدهور كارثي في مستوى معيشة ملايين السكان.
ويُعتبر ظهور مثل هذه الشهادات، خاصة من فئات كانت تعتبر تقليدياً هادئة وغير منخرطة في العمل السياسي، مؤشراً خطيراً على تصاعد الاحتقان الشعبي في مناطق سيطرة الحوثي، ومؤشراً على أن المعاناة الإنسانية قد تجاوزت كل حدود، دافعة المواطنين إلى التعبير عن غضبهم بأساليب لم تكن مألوفة من قبل.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news