شهدت شوارع مدينة تعز الوسطى فجر اليوم الثلاثاء، مشهداً إنسانياً مؤلماً ومؤشراً خطيراً على تفكك الروابط الأسرية، بعد أن أقدم رجل على طرد زوجته وطفلهما الرضيع من منزل الأسرة في ساعة متأخرة من الليل، تاركاً إياهما في الشارع دون أي مأوى أو حماية.
وقالت مصادر أهلية إن المواطنين فوجئوا بسيدة تبدو عليها علامات الخوف والهلع، برفقة طفلها، في منطقة "جولة العواضي" على شارع جمال عبد الناصر، إحدى الشرايين الرئيسية في المدينة، وذلك بعد الساعة الواحدة والنصف من فجر اليوم.
رواية مأساوية في قلب الليل
أحد المارة، الذي فضل عدم ذكر اسمه، تقدم للسيدة للاستفسار عن حالها بعد أن لفت انتباهه وقوفها وحيرتها في وقت متأخر، فروت له بقصة مأساوية كشفت عن حجم معاناتها اللحظية.
وقالت السيدة بصوت يرتجف: "زوجي طردني أنا وابني من البيت"، في جملة قصيرة حملت معاني القهر والتشريد.
وأوضحت أنها ليست من سكان مدينة تعز، مما يزيد من عزلتها وصعوبة وضعها. فأضافت: "لا يوجد لدي أي شخص في هذه المدينة أعرفه أو يمكنني اللجوء إليه".
وكشفت عن أنها قادمة من إحدى قرى مديرية الحجرية الجنوبي، وأن جميع أفراد عائلتها وأقاربها يقيمون في مدينة التربة والمناطق المجاورة لها، مما يجعل وصولها إليهم في هذه الظروف شبه مستحيل.
تساؤلات حول العنف الأسري وغياب الحماية
يأتي هذا الحادث ليسلط الضوء مجدداً على ظاهرة العنف الأسري والخلافات الزوجية التي تصل أحياناً إلى حد تجاوز كل الحدود، لتنتهك كرامة المرأة والطفل وتعرض حياتهما للخطر.
ويطرح الحادث تساؤلات حادة حول غياب آليات الحماية الاجتماعية والقانونية الفورية التي يمكن أن تلجأ إليها النساء في مثل هذه المواقف الطارئة، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي يمر بها اليمن.
كما يبرز هذا المشهد مدى الضعف الذي قد تعيشه المرأة التي تكون بعيدة عن محيطها الأسري، وتعتمد كلياً على زوجها، مما يجعلها في موقف شديد الحساسية عند حدوث أي خلاف.
مصير مجهول ومطالبات بالتدخل
وحتى هذه اللحظة، لا توجد معلومات مؤكدة حول المصير الذي آلت إليه السيدة وطفلها، أو ما إذا كانت جهات أمنية أو منظمات مجتمع مدني أو جهات إنسانية قد تدخلت لتقديم المساعدة العاجلة لهما وتوفير مأوى آمن.
ويبقى مصيرهما معلقاً في ظل غياب أي معلومات، فيما يستنكر نشطاء ومواطنون على وسائل التواصل الاجتماعي هذا الفعل، ويطالبون السلطات المعنية والمنظمات الحقوقية بالتحقيق في الحادث واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان عدم تكراره وتوفير الحماية للضحايا.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news