العربي نيوز:
اصدر طارق عفاش، قائد ما يسمى "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" و"القوات المشتركة" الممولة من الامارات في الساحل الغربي لليمن، توجيهات بإجراء وصف بالمفاجئ والمباغت لجميع المراقبين والاطراف في الساحل الغربي وفي مقدمهم الحراك التهامي وقادة ومنتسبي ألوية "المقاومة التهامية".
أكدت هذا مصادر تهامية سياسية وعسكرية، ذكرت أن "قوات تابعة لطارق صالح، اختطفت يوم أمس (السبت 15 نوفمبر) القيادي التهامي محمد المندعي، بعد استدراجه بزعم الحضور للبصمة، ونقلته إلى سجن تابع لها في معسكر "أبو موسى الأشعري" في مدينة الخوخة، جنوبي الحديدة.
موضحة أن "المندعى تم مطالبته بالحضور لإجراءات البصمة في المعسكر، حيث كان في العاصمة المؤقتة عدن، وعقب وصوله تم اختطافه وإيداع السجن، من دون أن تفصح عن اسباب الاعتقال". ونوهت إلى أن "الاعتقال جاء عقب منشورات للمندعي تنتقد طارق صالح وإدارته العسكرية".
وقال نجل القيادي التهامي المختطف، سمير المندعي، في
بلاغ
نشره على حائطه بمنصة "فيس بوك": "لليوم الثاني على التوالي .. يُحتجز والدي محمد يحيى المندعي القيادي في الحراك التهامي والمقاومة التهامية داخل ما يسمى قانونية المقاومة الوطنية في معسكر أبي موسى الأشعري بالخوخة".
مضيفا: "في 2015 تم اعتقالي من قبل مليشيات الحوثي، و2025 يتم اعتقال والدي محمد يحيى المندعي من قبل عمار وطارق عفاش عبر أدوات تهامية محسوبة عليهم". في اشارة إلى قيادات الوية المقاومة التهامية التي استطاع طارق عفاش ضمها لقواته بالترغيب والترهيب بالاغتيال والاعتقال.
وتابع نجل المندعي المختطف، بلاغه بتحميل عمار وطارق عفاش، المسؤولية الكاملة عن حياة والده وصحته، موضحا أن "الحالة الصحية لوالده لا تحتمل احتجازه لدقيقة واحدة، خصوصاً بعد عجوه من التواصل معه وحرمانه من الحصول على علاجاته الأساسية لأمراضه المزمنة مثل القلب والسكر والضغط".
مختتما بلاغه المنشور مع صورة لوالده وقائد الحراك التهامي والمقاومة التهامية الراحل عبدالرحمن شوعي حجري، مخاطبا قيادات تهامة السياسية والعسكرية وفي مقدمهم من رفض الضم لقوات طارق، بتساؤله: "من يحمي أبناء تهامة من تجبرهم وغطرستهم في الساحل التهامي؟ ومن يوقف هذا العبث بحق كبارنا ورموزنا؟".
وتفاقمت معاناة ملايين المواطنين بمديريات الساحل الغربي الخاضعة لسيطرة مليشيات الامارات، جراء ممارسات الاخيرة التعسفية ونهبها الاراضي العامة والخاصة، وفرض جباية الاتاوات غير القانونية، واعتقال المعارضين، ونهب الايرادات العامة، والهيمنة على السلطات المحلية لخدمة مصالح طارق عفاش والشركات التجارية لحاشيته بقطاع الخدمات.
تسيطر قوات ما يسمى "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" و"القوات المشتركة" الممولة من الامارات بقيادة طارق عفاش، على مديريات بمحافظة الحديدة، ومديريات المخا وذو باب وموزع والوازعية (المحاذية للشمايتين) بمحافظة تعز، وتستحوذ على ايرادات ميناء ومطار المخا، في وقت تشكو تعز من تأخر صرف رواتب موظفيها.
وشارك طارق وعمار عفاش عمهما على عفاش، بدور رئيس بانقلاب 21 سبتمبر 2014م عبر تسليم معسكرات الجيش ومخازن اسلحته لجماعة الحوثي (قبل اعلان شراكتهما بسلطات الانقلاب، في اغسطس 2016م)، ومجاهرة عفاش وطارق بمشاركة كتائب قناصته لمليشيا الحوثي، في الهجوم على الحديدة وتعز وعدن وباقي المحافظات.
شاهد .. طارق يعلن عن دفعة قناصة جديدة الى تعز
شاهد .. جنوبيون ينشرون فيديو فاضح لطارق عفاش
لكنه، بعد انفجار الصراع بين عمه علي عفاش والحوثيين على تقاسم غنائم ومكاسب الانقلاب نهاية 2017م، تمكن من الفرار الى شبوة، والتحق بالتحالف وتبنت الامارات تمويل تجميعه ضباط ومنتسبي الجيش العائلي (الحرس الجمهوري) الى معسكر "بير احمد" في عدن ثم الساحل الغربي، وتنصيبه حاكما عسكريا للساحل ووكيلا لأجندة أطماعها في اليمن.
استطاع طارق عفاش خلال اقل من عام، الاستيلاء على تضحية المقاومة التهامية و"العمالقة الجنوبية" بآلاف الشهداء والجرحى، وبسط سيطرته على مديريات الساحل الغربي المحررة، بعد تفكيكه هذه الالوية وادماجها بقواته بترغيب الاموال وعطايا السيارات وترهيب الاعتقال والاغتيال، الذي طال العشرات من القيادات العسكرية التهامية والجنوبية.
ومع انه رفع شعار "تجاوزت خلافات الماضي وتوحيد الصف الجمهوري والمعركة ضد الحوثيين". إلا أن الوقائع اثبتت نقيض شعاره، فأكدت تحركات طارق عفاش وتوجهاته، سعيه إلى اعلان جمهوريته في الساحل الغربي لليمن، عبر انكبابه على استكمال السيطرة وبسط نفوذه على مديريات الساحل الغربي (التهامي) المحررة في محافظتي الحديدة وتعز.
استغل طارق عفاش، مخاوف التحالف بقيادة السعودية والامارات، وانتكاساته في الحرب على الحوثيين، للتشكيك في القوى الوطنية المنخرطة بمواجهة الانقلاب منذ 2014م، وظل حتى بعد التحاقه بالتحالف بداية 2018م، يناصب هذه القوى العداء، اعلاميا وسياسيا وعسكريا، ويجاهر بتمرده على الشرعية ممثلة بالرئيس هادي والحكومة اليمنية.
ومطلع ابريل 2022م توج التحالف، تمرد طارق عفاش على الشرعية، عبر الضغط على الرئيس هادي ونائبه الفريق علي محسن، للتنحي وتفويض الصلاحيات ونقل السلطة لمجلس قيادة رئاسي، يرأسه احد رموز النظام السابق ويضم طارق عفاش وقيادات مليشيات السعودية والامارات في جنوب اليمن (الانتقالي الجنوبي) و(عبدالرحمن المحرمي).
يشار إلى أن طارق عفاش يسعى إلى إعادة النظام العائلي لعمه الرئيس الاسبق علي عفاش واستعادة حكم اليمن بالمناصفة مع "الانتقالي الجنوبي" عبر ارتهانه الكامل لاجندة اطماع التحالف في اليمن والمنطقة، بما في ذلك عرض خدماته للكيان الاسرائيلي، وامريكا وبريطانيا، في تأمين مصالحهم وأطماعهم بمياه اليمن الاقليمية في باب المندب والبحر الاحمر.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news