تواصل مليشيا الحوثي تنفيذ تحركات عسكرية واسعة في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها، في خطوة أثارت تساؤلات حول دوافعها، خصوصًا مع تصاعد الأزمات الاقتصادية والخلافات الداخلية داخل الجماعة خلال الأشهر الأخيرة.
وقالت مصادر محلية إن عمليات التحشيد شملت محافظات صنعاء وصعدة والجوف وحجة والحديدة والبيضاء والمحويت، حيث تعمل المليشيا على تعبئة مقاتلين جدد، وتكثيف النشاط العسكري بدعوى مواجهة ما تصفه بالمخاطر والمؤامرات الخارجية.
ورافق هذه التحركات تصعيد لفظي جديد تجاه السعودية، حيث اتهمت الجماعة الرياض بمحاولة التهرب من الاستحقاقات والتملص من تنفيذ ما تزعم أنها التزامات إنسانية واقتصادية، وفق ما ورد عبر موقع سبأ نت الخاضع لسيطرتها.
كما رفضت المليشيا محاولات السعودية تقديم نفسها كوسيط في مسار التفاوض، مؤكدة أنها طرف مباشر في الحرب، في إشارة إلى اتساع الهوة السياسية بين الطرفين.
وتأتي هذه الحشود في ظل حالة جمود تسود مسار الوساطة التي تقودها سلطنة عُمان بدعم الأمم المتحدة منذ منتصف 2024، بعد توقف التقدم في الملفات العالقة بين الحوثيين والسعودية، وعلى رأسها، دفع رواتب الموظفين في مناطق سيطرة الحوثيين من عائدات النفط والغاز، وتوسيع تشغيل مطار صنعاء الدولي، ومنح الجماعة حصة مالية مباشرة من موارد الدولة.
في المقابل، تصر الرياض والحكومة اليمنية على ضرورة التزام الحوثيين بخطوات أساسية، من بينها فتح الطرقات في تعز، ووقف الهجمات البحرية، وإنهاء التدخل الإيراني.
تقارير ميدانية وشهادات من سكان محليين أكدت أن الجماعة كثّفت خلال الأسابيع الماضية عمليات التجنيد الإجباري، عقد الدورات التعبوية والدينية، بالإضافة إلى حملات جمع أموال تحت مسمى "الدعم الحربي"، ما زاد من حالة السخط في الأوساط المدنية والقبلية داخل مناطق السيطرة.
وبالتزامن مع ذلك، تشير مصادر سياسية إلى أن الجماعة تكتم على مصير قيادات عسكرية بارزة منذ أشهر، وسط حديث متزايد عن صراعات داخلية وإعادة توزيع النفوذ داخل مراكز القرار
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news