في خطوة أمنية وصفت بانوعية لتؤكد صلابة المؤسسات الجنوبية وقدرتها على التصدي للتهديدات الإرهابية، تمكنت الأجهزة الأمنية في مديرية دار سعد بالعاصمة عدن من إحباط مخطط إرهابي واسع النطاق، كان يهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار في المدينة واستهداف قيادات بارزة في القوات العسكرية والأمنية.
العملية تؤكد مرة أخرى قدرة الجنوب على حماية مدنه ومؤسساته الحيوية، وتعكس اليقظة الدائمة لقوات الحزام الأمني والجيش الجنوبي، في إطار استراتيجية شاملة لتعزيز الأمن الوطني والمجتمعي.
المصادر الأمنية أفادت بأن العملية أسفرت عن ضبط عدد من العناصر المرتبطة بخلايا إرهابية منظمة، جرى تجنيدها وتدريبها في مناطق خاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي الانقلابية، تحت إشراف الإرهابي أمجد خالد فرحان الذي يتولى تنسيق أنشطة هذه الخلايا الإرهابية بالتعاون مع الحوثيين، وهو ما يكشف عن استمرار محاولات ضرب النسيج الأمني للجنوب عبر أدوات داخلية وخارجية مدعومة بالمال والتدريب العسكري المكثف.
اقرأ المزيد...
اتحاد طلاب جحاف بجامعة عدن يعقد اجتماعه الأول ويقر تعيينات جديدة
16 نوفمبر، 2025 ( 10:01 مساءً )
إنسجام تنفذ ثالث جلساتها الحوارية حول بناء السلام والحوار الطلابي بالعاصمة عدن
16 نوفمبر، 2025 ( 9:58 مساءً )
وأظهرت التحقيقات أن العناصر المستهدفة خططت لتنفيذ عمليات إرهابية محددة ضد قيادات أمنية وعسكرية بارزة، من بينهم المقدم مصلح الذرحاني، قائد شرطة دار سعد، والعميد جلال الربيعي، أركان قوات الحزام الأمني وقائد حزام عدن، والنقيب كمال الحالمي، قائد وحدة حماية الأراضي، والعميد أوسان العنشلي، أركان حرب القوات البرية، والعقيد إسماعيل طماح، ركن استخبارات الحزام الأمني، والملازم آدم داؤود، ضابط التحقيق بشرطة دار سعد.
حيث أن التقارير الأمنية كشفت أن العناصر المضبوطة خضعت لعملية استقطاب ممنهجة، حيث جرى نقل الشباب من عدن إلى معسكرات سرية في منطقة الحوبان بمحافظة تعز اليمنية، حيث تلقوا تدريبات قتالية مكثفة على استخدام الأسلحة الآلية وقذائف الـRPG، إضافة إلى تدريبهم على تصنيع العبوات الناسفة وتشغيل الطائرات المسيّرة ، كما رافق التدريبات تحريض فكري متطرف، يتضمن التحريض على العنف ضد الجنوب وأجهزته الأمنية والعسكرية، والولاء الكامل للميليشيات الحوثية، بما يعكس الطابع المنهجي لهذا المخطط الإجرامي.
ولم تتوقف التحركات عند هذا الحد، بل شملت تنظيم زيارات ميدانية إلى معاقل الحوثيين في صعدة وصنعاء وذمار لتعزيز الولاء للجماعة الإرهابية، فيما كان الإرهابي أمجد خالد يتلقى دعمًا ماليًا ولوجستيًا مستمرًا، يشمل صرف رواتب شهرية بالريال السعودي وتغطية نفقات النقل والإقامة، ما يعكس التمويل الخارجي الكبير وراء المخطط، وسعيه لتدمير المنظومة الأمنية الجنوبية وزعزعة استقرارها.
وأكدت التحقيقات أن خطة الخلية تضمنت تمويهًا محكمًا، إذ أوعز أمجد خالد للعناصر بعد انتهاء التدريب بالعودة إلى عدن وتسليم أنفسهم للأجهزة الأمنية عبر وساطات، لتسهيل تنفيذ العمليات لاحقًا، إلا أن يقظة الأجهزة الأمنية الجنوبية حال دون وقوع أي اعتداء، ما يبرز جودة العمل الاستخباراتي والتنسيقي بين مختلف المؤسسات الأمنية والعسكرية.
ان هذا النجاح الأمني للقوات الجنوبية يضاف إلى سلسلة من الإنجازات الكبيرة التي حققتها قوات الحزام الأمني والجيش الجنوبي وامن عدن خلال السنوات الماضية، والتي شملت تفكيك شبكات إرهابية وتنظيمات مسلحة كانت تهدد المدن الجنوبية، بما في ذلك عدن ولحج وأبين، وتأمين مناطق استراتيجية هامة، وضمان حرية حركة المدنيين والموظفين الحكوميين. وقد أصبح الجنوب نموذجاً ناجحاً للعمل الأمني الاستباقي، يظهر جلياً من خلال كشف المخططات قبل تنفيذها واحتواء العناصر الإرهابية.
ويرى خبراء أمنيون أن هذه العملية ليست مجرد إنجاز تقني، بل مؤشر واضح على استراتيجية أمنية متكاملة يعتمدها المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي، تهدف إلى حماية الجنوب وتعزيز دوره كقوة استقرار إقليمي، ضمن رؤية شاملة تقوم على تطوير المنظومة الأمنية، وزيادة كفاءة الاستخبارات، وتعزيز التنسيق بين الحزام الأمني والقوات الجنوبية والأجهزة المختصة، لضمان قدرة كاملة على مواجهة التهديدات الداخلية والخارجية.
في السياق السياسي، يمثل إحباط هذا المخطط رسالة قوية لكل من يفكر في زعزعة استقرار الجنوب أو المساس بقيادته، بأن أي محاولة للإضرار بالأمن الجنوبي ستبوء بالفشل أمام يقظة الأجهزة الأمنية وقدراتها المتطورة.
كما أنه يؤكد على أن الجنوب، بقيادته الرشيدة، قادر على حماية أرض الجنوب ومكتسباته، وتحويل التحديات الأمنية إلى فرص لتعزيز الثقة بين المواطنين وجنودهم.
ويشير المحللون إلى أن نجاح هذه العملية يعكس رؤية استراتيجية طويلة الأمد للرئيس الزبيدي، تقوم على بناء جنوب قوي ومستقر، يمتلك مؤسسات عسكرية وأمنية قادرة على حماية المواطنين وتعزيز التنمية، وذلك لضمان أن الجنوب لن يكون ساحة لتجارب الجماعات الإرهابية أو ميليشيات الحوثي.
أن إحباط المخطط الإرهابي وهي رسالة للعالم أن المجلس الانتقالي بقواته قادرة على أن يكون صمام أمان للأمن والاستقرار في منطقة حيوية من العالم، تمتد على أهم الممرات المائية الدولية، مما يعزز دوره في حفظ الأمن البحري والبرّي ويمنع أي محاولة لخلق فراغ أمني يمكن استغلاله من قبل قوى الإرهاب والتطرف.
كما ويواصل الأمن الجنوبي استكمال التحقيقات، ومن المتوقع أن تُبث اعترافات عناصر الخلية الإرهابية عبر وسائل الإعلام ، لتكون عبرة لكل من يسعى للنيل من أمن الجنوب واستقراره، وتجسيدا حيًا لقدرة الأجهزة الأمنية على التصدي للمخططات المعقدة، وحماية المدنيين والمصالح الوطنية، بما يعكس التزام المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس الزبيدي بحماية مكتسبات الجنوب وتحقيق الأمن الشامل.
إن هذا الإنجاز الأمني الجديد لا يمثل حدثا عابرا، بل تأكيداً على صلابة المؤسسة الأمنية والعسكرية الجنوبية، ونجاعة الخطط الاستباقية التي تنفذها تحت إشراف القيادة السياسية الحكيمة، ويشكل علامة مضيئة في سجل الانتصارات الأمنية للجنوب، وامتدادا لمسيرة حافلة بالإنجازات التي تضمن للجنوب موقعه كقوة استقرار محلية وإقليمية، حامية لأمنه وشعبه، وداعما لقضيته الوطنية تحت قيادة الرئيس الزبيدي والمجلس الانتقالي الجنوبي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news