في مشهد يُجسّد قدرة الدول على خدمة مواطنيها واحترام كرامتهم، أنهت تركيا خلال سنتين وتسعة أشهر فقط المرحلة الأكبر من إعادة إعمار المدن التي دمّرها الزلزال العنيف الذي ضرب جنوبي البلاد مطلع عام 2023، والذي خلّف آلاف الضحايا ودمارًا واسعًا في البنية التحتية والمساكن.
ورغم حجم الكارثة وامتدادها في 11 ولاية، نجحت الحكومة التركية في تنفيذ خطة إعمار تُعَدّ من الأسرع في تاريخ البلاد، حيث أعادت بناء عشرات آلاف المباني السكنية والخدمية، بما فيها المدارس والمستشفيات والمراكز الحكومية، مستندة إلى بنية هندسية أكثر صلابة ومعايير سلامة عالمية.
وخلال الأشهر الماضية، بدأت العائلات المتضررة بالعودة إلى منازل جديدة كليًا بعد أن تحولت أحياؤهم وقت الزلزال إلى ركام، في مشهد وصفه مواطنون بأنه “لا يصدق” مقارنة بمستوى الدمار الذي شهدوه في فبراير 2023.
وأكدت وزارة البيئة والتطوير العمراني التركية أن أعمال الإعمار تمت وفق نماذج حديثة مقاومة للزلازل، ضمن مشروع ضخم شمل إعادة تخطيط بعض المدن، وتوفير بنى تحتية جديدة وطرق ومرافق عامة، بما يضمن عدم تكرار المأساة.
ويرى مراقبون أن ما حققته تركيا خلال هذه الفترة الزمنية القصيرة يمثل نموذجًا إداريًا وتنفيذيًا نادرًا، ويعكس جاهزية الدولة في التعامل مع الكوارث، ويقدّم رسالة واضحة: هكذا تُدار الدول، وهكذا تُحفظ كرامة المواطن.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news