كهنة السلطة… ووطن يُنهب _باسم القداسة

     
صوت العاصمة             عدد المشاهدات : 29 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
كهنة السلطة… ووطن يُنهب _باسم القداسة

بقلم: د.سالم أحمد مثنى البكري

في سوق الأزمات السياسية، يتبارى "كهنة السلطة" الجدد في تسويق الوهم. يرفعون شعارات الوطن دروعاً واقية، ويحولون القضايا الوطنية إلى عملة مزيّفة يشترون بها ذمم البسطاء. لقد أصبح الوطن في خطابهم صنماً مُقدّساً تُذبح على أعتابه الحقوق، وتُسفك تحت رايته كرامة الإنسان.

تتعدد الأصوات وتتشعب المرجعيات: قضية جنوبية هنا، وشرعية هناك، وثورة في مكان آخر. لكن النتيجة مأساوية واحدة: خطاب منمّق يعلو، وواقع مُنهار يزداد انحداراً، وشعب يدفع ثمن هذه المسرحية من لقمة عيشه وكرامته.

هذا المشهد المألوف يستدعي ذاكرة التاريخ، حين كان كهنة المعابد يروّجون للعامة أن الآلهة تغضب إذا قلّت القرابين، وترضى إذا امتلأت الخزائن. وكانت الحقيقة الأبدية: أن القرابين تذهب إلى جيوب الكهنة، وأن الحجر الأصم لا يسمع دعاء المحتاجين.

وجاء النبي يوسف عليه السلام، بكلمته الصادقة ورؤيته الواضحة، وليعيد للقداسة معناها النقي، وللإيمان روحه الطاهرة.ويكشف زيف الكهنة ويبين للناس الحقيقة المغيّبة: أن الإله الذي يروجون له ما هو إلا رمز صنعه البشر، وأن ما يتم نهبه باسم “القداسة” لا علاقة له بالإيمان، بل بمصالح من يتصدرون المشهد.

والسؤال الذي يطرح اليوم: أين نحن من كهنة هذا العصر؟ أولئك الذين يستخدمون الوطن سلعةً، والقضية ستاراً، والثورة مهزلة. يختفون خلف الشعارات البرّاقة ويرقصون على أنغام المصالح العامة، بينما تختفي ثروات البلاد في جيوبهم

الحل ليس في انتظار معجزة، بل إلى:

1. قائد صادق لا يجد في السلطة مغنمًا، بل مسؤولية وامانة.

2. وعي جمعي يدرك أن الأوطان لا تُبنى بالشعارات بل بالإصلاح والمحاسبة.

3. مؤسسات حقيقية لا تخضع للأفراد بل للقانون.

4. إعلام حر يفضح الفساد بدل أن يبرره.

الشعب ليس بحاجة إلى من يتحدث باسمه، بل إلى من يعيد له حقه، من يضع مصلحته فوق مصلحة الجماعات والأحزاب والقبائل والمصالح الخاصة. الشعب بحاجة إلى من يفكّك هالة القداسة الكاذبة التي تُحيط ببعض القيادات، وإلى من يعيد للوطن معناه الحقيقي: بيت للجميع، لا خزينة للكهنة الجدد..

إن خلاصنا لن يأتي من الخارج، بل من قدرتنا على كسر أصنامنا الداخلية، ومن شجاعتنا في مواجهة كهنة السلطة بلغة الحق والمساءلة. الوطن ليس شعاراً نرفعه في المناسبات، وإنما هو قضية عيش نعيشها كل يوم.

فإما أن نكون جميعاً "يوسف" هذا العصر، بإرادتنا ووعينا ومسؤوليتنا، وإما أن نبقى أسرى لخطاب الكهنة الجدد، نقدّس الأصنام التي تذبح أحلامنا وتسرق مستقبلنا.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

الحوثيون يعتقلون ”شلال علي شائع” في الضالع

المشهد اليمني | 520 قراءة 

مجلس القيادة الرئاسي يرحّب بتجديد ولاية فريق الخبراء ويصف القرار بدعم حاسم لردع الحوثيين

حشد نت | 482 قراءة 

وزير الخارجية الأسبق ‘‘أبوبكر القربي’’: تحول خطير ينهي توافق ‘‘مجلس الأمن’’ بشأن اليمن لأول مرة منذ 2014

المشهد اليمني | 373 قراءة 

تحولات خطيرة في ملف اليمن: موسكو وبكين تدفعان لحل إقليمي

العين الثالثة | 354 قراءة 

مشاهد حقيقية وأسرار تُكشف لأول مرة.. أمن مأرب يعرض للرأي العام تفاصيل مخطط حوثي خطير كان يستهدف المحافظة

بران برس | 341 قراءة 

الإنتقالي الجنوبي ينقلب على مرجعيات الحل في اليمن ويتمرد على السعودية ومجلس الأمن

مأرب برس | 306 قراءة 

صفعة جديدة للانتقالي في شبوة: الإمارات تغيّر موازين القوة بعودة قيادات محسوبة على صالح.

موقع الجنوب اليمني | 301 قراءة 

مجلس القيادة الرئاسي يعلن موقفه من قرارات مجلس الأمن بعد رفض الانتقالي

المشهد اليمني | 283 قراءة 

كواليس دخول السعودية اليمن وكيف كاد الملك فيصل أن "يعصي والده عبدالعزيز".. تركي الفيصل يشعل تفاعلا بتصريح سابق

قناة المهرية | 252 قراءة 

انفراجة كبرى في صرف المرتبات وبنك عدن يزف بشرى سارة للموظفين

كريتر سكاي | 244 قراءة