وجّه الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو رسالة مباشرة غير مسبوقة إلى الشعب الأميركي، محذّرًا فيها من أن أميركا الجنوبية قد تشهد ما يشبه ما تعرّضت له غزة من إبادة جماعية، وذلك في ظل التحركات العسكرية الأميركية المتزايدة في منطقة الكاريبي.
وقال مادورو، في خطاب ألقاه مساء الجمعة في العاصمة كراكاس، إن بلاده قد تواجه المصير ذاته الذي واجهته غزة "في حال أي عمل عسكري مباشر"، مؤكداً أن الإنسانية "عانت بما فيه الكفاية من الإبادة في غزة"، وأن معظم شعوب العالم باتت تُجمع على تصنيف ما يحدث هناك بأنه إبادة جماعية.
وأضاف مادورو مخاطبًا الشعب الأميركي:
"كل يوم تُنفّذ هجمات تنتهك وقف إطلاق النار... الأطفال والنساء الفلسطينيون يُقتلون بالقنابل التي تلقيها طائرات الاحتلال الصهيوني. هل تريدون غزة جديدة في أميركا الجنوبية؟".
وأشار الرئيس الفنزويلي إلى أن واشنطن لا تستهدف فنزويلا وحدها بل القارة اللاتينية بأكملها، معتبراً أن أي تصعيد سيمسّ "الإنسانية جمعاء".
التحركات الأميركية: صمت من ترامب وخيارات عسكرية جاهزة
في المقابل، رفض الرئيس الأميركي دونالد ترامب التعليق بشكل واضح على احتمال توجيه ضربة عسكرية لفنزويلا، مكتفيًا بالقول:
"لا يمكنني أن أخبركم بذلك، لكن هناك أفكار مطروحة."
وتفيد تقارير أميركية بأن مسؤولين عسكريين كبار رفعوا إلى ترامب خيارات محدثة لعمليات محتملة تشمل تدخلات مباشرة.
وكان ترامب قد أصدر في أغسطس/آب الماضي أمراً تنفيذياً يجيز زيادة استخدام الجيش بحجة مكافحة عصابات المخدرات في أميركا اللاتينية.
سفن حربية وغواصات قبالة فنزويلا.. وواشنطن تلوّح بـ"تغيير النظام"
وتزامن ذلك مع إعلان البنتاغون إرسال سفن حربية وغواصة إلى السواحل الفنزويلية، بينما أكد وزير الحرب الأميركي بيت هيغسيث أن الجيش "جاهز لأي عمليات، بما فيها تغيير النظام".
تعبئة غير مسبوقة في فنزويلا: 4.5 ملايين شخص ضمن قوات الدفاع
وردًا على التحركات الأميركية، أعلن مادورو حشد 4.5 ملايين فرد ضمن القوات العسكرية والمليشيا البوليفارية، مؤكداً جاهزيته لصد أي هجوم.
وقالت وزارة الدفاع الفنزويلية إن جيشها ينتشر "بكثافة" في كل أنحاء البلاد، مع "نشر واسع لوسائل برية وجوية وبحرية ونهرية وصواريخ وأنظمة أسلحة" لتعزيز الدفاعات.
جدل دولي: اتهامات للولايات المتحدة بعمليات قتل خارج القانون
كما أثارت الهجمات التي نفذها الجيش الأميركي ضد قوارب في الكاريبي والمحيط الهادي، بزعم تهريب المخدرات، موجة انتقادات دولية، خاصة أن واشنطن لم تقدم أي دليل على تورط تلك القوارب في التهريب، وسط اتهامات بعمليات "قتل خارج نطاق القانون".
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news