قدّم باحث متخصص في الشأن العسكري وجماعة الحوثيين، تحليلاً مهما بعنوان "المأزق الشخصي لعبدالملك الحوثي"، تناول فيه وضع زعيم الجماعة في ظل تعقيدات داخلية وإقليمية متزايدة، مشيراً إلى أن خياراته الحالية مكلفة وصعبة التنفيذ.
خيارات محدودة ورغبات مؤجلة
وأوضح الصحفي والباحث عدنان الجبرني، في تحليل على منصة "ديفانس لاين" المختصة بالشأن الأمني والعسكري، أن عبدالملك الحوثي يرغب في خوض حرب داخلية أو مواجهة مع السعودية، لكنه عاجز عن ذلك في الوقت الراهن بسبب الثمن الباهظ الذي قد يترتب على مثل هذه الخطوة.
وأضاف في التحليل الذي طالعه "المشهد اليمني"، أن الجهد العملي للجماعة يتركز حالياً على الاستعداد لجولة مواجهة محتملة مع إسرائيل في ثلاث ساحات رئيسية: دعم حزب الله في حال تعرضه لهجوم إسرائيلي، الاستعداد لضربة إسرائيلية مباشرة ضد الحوثيين، أو التدخل في حال انهيار اتفاق غزة.
أزمة أولويات وضغوط داخلية
أشار التحليل إلى أن الحوثي يواجه أزمة في الخيارات والأولويات، مع تحديات داخلية ضاغطة ومشهد إقليمي معقد، خاصة بعد مؤشرات عن تحول في مقاربات طهران نحو التهدئة مع الخليج والسعودية، وهو ما يتعارض مع رغبة الحوثي في التلويح المستمر بالحرب.
فقدان المرشد الاستراتيجي
أكد الباحث أن توقف حرب غزة وضع الحوثي أمام نتائج قراراته الأخيرة، خصوصاً بعد مقتل حسن نصر الله الذي كان يمثل ضابط الإيقاع للجماعة في الشأن الخارجي. وأوضح أن الحوثي فقد قائده ومرشده الخاص الذي كان يوجهه عبر قنوات مباشرة وغير مباشرة، فيما لم يتمكن خبراء الحرس الثوري وحزب الله من سد هذا الفراغ الاستراتيجي.
ارتباك في القرارات
استعرض التحليل مسار الجماعة بين 2018 و2024، مشيراً إلى أنها كانت تتحرك بشكل مدروس في أغلب الأحيان، لكن العام الأخير اتسم بارتباك واضح في القرارات، حيث أعلن الحوثي عن خطوات ومراحل ثم تعثر في تنفيذها أو انعكست عليه سلباً.
فراغ قيادي في المحور
أوضح الجبرني أن مقتل قاسم سليماني عام 2020 ترك فراغاً كبيراً في الاستراتيجية العسكرية للمحور، لكن وجود نصر الله عوّض ذلك الغياب. ومع مقتل نصر الله، وجد الحوثي نفسه في موقع القيادة منفرداً، في وقت يفتقر فيه نعيم قاسم والشخصيات الإيرانية المتبقية إلى الكاريزما والقدرات الكافية لملء هذا الفراغ، خاصة بعد سلسلة اغتيالات طالت قادة بارزين في إيران وسوريا ولبنان.
محاولات إيرانية للترميم
أشار التحليل إلى أن خامنئي حاول ترميم هذا الفراغ بتعيين علي لاريجاني أميناً عاماً لمجلس الأمن القومي، في خطوة تهدف إلى استعادة بعض القيادة الإقليمية والعلاقة مع الحلفاء، حيث يتحرك لاريجاني بتصريحات هادئة وتصالحية خصوصاً تجاه السعودية، وهو ما يزيد من تعقيد المشهد بالنسبة للحوثي.
مأزق مضاعف
خلص الجبرني إلى أن مأزق عبدالملك الحوثي مضاعف، إذ يواجه وضعاً داخلياً صعباً اقتصادياً وأمنياً وشعبياً، فيما بقية أذرع المحور منهكة، بما فيها طهران التي تميل إلى مقاربات تهدئة أكثر من التصعيد، وهو ما يتناقض مع طموحات الحوثي. وأكد أن الجماعة، رغم حديثها المتكرر عن الحرب، قد تلجأ مؤقتاً إلى مسار "خارطة الطريق" كخطوة تكتيكية أقل كلفة حتى تتضح ملامح المشهد الإقليمي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news