المعيدون في جامعة عدن… سنوات من العمل بلا رواتب ولا تقدير: ملف إنساني مفتوح وصرخة بوجه الجهات الرسمية

     
العاصفة نيوز             عدد المشاهدات : 61 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
المعيدون في جامعة عدن… سنوات من العمل بلا رواتب ولا تقدير: ملف إنساني مفتوح وصرخة بوجه الجهات الرسمية

الجنوب أونلاين| خاص:

تشهد جامعة عدن أزمة مكتومة يعاني منها المئات من المعيدين الذين يعملون منذ سنوات بلا رواتب ثابتة، وبلا رقم وظيفي، وبمكافآت زهيدة لا تكفي حتى لتغطية تكلفة المواصلات. ورغم الوعود الحكومية المتكررة بتوفير وظائف وتعزيزات مالية، ما يزال هؤلاء الشباب يحملون العبء الأكبر في العملية التعليمية دون أدنى حقوق مستحقة.

خمس سنوات بلا راتب… ومع ذلك دوام كامل

اقرأ المزيد...

العميد الوالي ينعي استشهاد أحد أبطال الحزام في أبين

14 نوفمبر، 2025 ( 9:25 مساءً )

الجنوبيون عمق استراتيجي وأصحاب قضية عادلة

14 نوفمبر، 2025 ( 9:17 مساءً )

منذ عام 2019، التحق عشرات المعيدين بالكليات المختلفة في جامعة عدن، بناءً على قرارات تعيين رسمية صدرت عام 2020. ورغم ذلك، لم يحصل معظمهم على رقم وظيفي، ولا يتقاضون راتبًا شهريًا، بل مجرد “مستحقات نهاية الشهر” تتراوح بين 7 آلاف و30 ألف ريال يمني—تُخصم منها ضرائب متفاوتة—ولا تكفي حتى لتغطية مواصلات أسبوع واحد.

بعض المعيدين يضطرون للعمل في وظائف إضافية كي يستطيعوا الوصول إلى الجامعة، بينما لا توفر لهم الجامعة أي دعم مالي أو بدل مواصلات. ومع ذلك، تلزمهم بعض الكليات بالدوام الكامل طوال الأسبوع وكأنهم موظفون رسميون.

تهديدات بدل التقدير… وازدواجية صارخة

ورغم أن معظم الدكاترة ورؤساء الأقسام في الجامعة يدرّسون في جامعات أهلية ولديهم مصادر دخل أخرى، إلا أن المعيدين يتعرضون لضغط مباشر تحت شعار:

“أنت مُعيَّن، لازم تحضر.. وإلا بنسحب تعيينك.”

تهديدات تُطلق رغم أن هؤلاء المعيدين لم يحصلوا أساسًا على حقوقهم الوظيفية، ولا على راتب يضمن استمرارهم في المهنة.

فصول مكتظة بلا حلول… ومعيد يدرّس 600 طالب!

تشكو كليات عديدة من اكتظاظ القاعات، حيث يضطر معيد واحد لتدريس ما يصل إلى 600 طالب، في ظل غياب القاعات الواسعة أو نقص الكادر الأكاديمي. وفي المقابل، لا توفر الجامعة أماكن مناسبة للمعيدين، ما يجعلهم يقضون أوقاتهم في الممرات بلا مكاتب ولا تجهيزات.

وعود حكومية… بلا تنفيذ

قبل أشهر، تحدث وزير الخدمة المدنية والتأمينات، الدكتور عبدالناصر الوالي، عن 17 ألف وظيفة جديدة. ورغم ذلك، لا يزال ملف معيدي جامعة عدن منذ 2020 بلا أي تقدّم.

كما تردّد حديث رسمي عن 200 وظيفة معززة ماليًا من نصيب الجامعة، تشمل المعيدين. ومع ذلك، لم يرَ أحد هذه الوظائف حتى اليوم، ولم يحصل المعيدون على أي تأكيد رسمي بشأنها.

قصة أنيسة المطري… نموذج لمعاناةٍ أصبحت قاعدة لا استثناء

من بين عشرات القصص، تبرز قصة أنيسة المطري، معيدة في كلية الحاسب الآلي بجامعة عدن، كمثال مؤلم يختصر الواقع الصعب.

تقول أنيسة إنها تعمل منذ 2019، وتحمل قرار تعيين رسمي منذ 2020، لكنها لم تحصل طوال هذه السنوات على راتب، ولا على رقم وظيفي، ولا حتى على تقدير إداري بسيط.

جدول يُنشر في فيسبوك قبل المدرسين

تفاجأت أنيسة بنشر جدول المحاضرات في “فيسبوك” قبل أن يصل حتى للمدرسين أو يُرفع في المجموعة الرسمية على “واتساب”. الأكثر غرابة أن جدولها ظهر في قسم غير قسمها، وبدوام كامل يمتد طوال الأسبوع.

رغم ذلك، الكلية لا توفر لها أي بدل مواصلات، وتكتفي بمبلغ نهاية الشهر الذي تصفه بـ”مبلغ لا يمشي يومين”.

عمل ثانٍ مهدَّد… وضغوط غير مبررة

كانت أنيسة تعمل في وظيفة إعلامية بقناة عدن المستقلة لتتمكن من تغطية نفقاتها، لكنها تقول إنها تركت الوظيفة بعد أن هددها بعض المدرسين في الكلية بسحب تعيينها، لأنهم يعتبرون عملها الإعلامي “غير مناسب” ولأنها، كما وصفت، كانت تُتهم بأنها “تابعة للانتقالي”، ما دفعها للخروج من العمل.

أسئلة تبحث عن إجابات:

للكليات:

كيف يمكن للكليات أن تُدرج أسماء المعيدين في جداول تمتد طوال أيام الأسبوع، بينما لا يتجاوز ما يُصرف لهم من مستحقات نهاية الشهر ثلاثين ألف ريال بالكاد تغطي المواصلات؟

هل يُنتظر من المعيدين أن يتركوا أعمالهم الأخرى ويضحّوا بمصادر دخلهم الوحيدة مقابل مبالغ زهيدة لا تكفي لتلبية الاحتياجات الأساسية؟

كيف يمكن للمعيد أن يواصل أداءه الأكاديمي ويعيل أسرته في وقت تتضاعف فيه تكاليف المعيشة، فيما الكليات لا توفر له أدنى مقومات العمل؟

إلى وزير الخدمة المدنية:

أين 17 وظيفة التي تحدثتم عنها؟

أين الـ 200 وظيفة المعلن عنها للأكادييمن؟

لماذا يعمل المعيدون منذ خمس سنوات ويزيد بلا راتب ولا رقم وظيفي؟

إلى لجامعة عدن:

هل وصل العجز بكم إلى حد أنكم غير قادرين على صرف بدل مواصلات لمعيدين ينهضون بالعملية التعليمية؟

ختام… ملف يجب أن يُفتح قبل أن ينهار ما تبقى من التعليم الجامعي

معيدون يعملون بلا رواتب، وقاعات مكتظة، وجدولة عشوائية، وضغوط إدارية، وتهديدات مبطنة، ووعود حكومية لا تتحقق… هذا ما يواجهه الجيل الأكاديمي القادم في جامعة عدن.

إن استمرار هذا الوضع لا يهدد مستقبل المعيدين فقط، بل يهدد مستوى التعليم الجامعي بكامله، ويضع مستقبل آلاف الطلاب على المحك.

المطلوب اليوم واضح وصريح:

1-إصدار أرقام وظيفية عاجلة لجميع المعيدين.

2-صرف رواتب ثابتة تضمن الاستقرار الوظيفي.

3-توفير مكاتب ومقار للمعيدين.

4-احترام السلم الإداري وعدم نشر الجداول في فيسبوك قبل الجهات المختصة.

5-حماية المعيدين من الضغوط والتهديدات.

المعيدون هم الأساس الذي يُبنى عليه مستقبل الكليات… وإن كان هذا الأساس هشًا، فلن يقف البناء طويلًا.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

انسحاب قوات درع الوطن من الغيضة في المهرة

قناة المهرية | 1121 قراءة 

خبير عسكري: أنا أعرف ما يُخطط لليمن وأين يريدون دفعها

موقع الأول | 1066 قراءة 

قوات الانتقالي تمنع محافظ حضرموت ورئيس اللجنة السعودية الخاصة من دخول سيئون.. وتُهين مراسلي العربية والحدث

المشهد اليمني | 1022 قراءة 

الحوثيون يحشدون القبائل استعداداً لاجتياح الجنوب مجدداً.. والقوات الجنوبية في جاهزية قصوى وسط مطالب شعبية بإعلان الاستقلال الثاني

صحيفة ١٧ يوليو | 826 قراءة 

ارتفاع غير مسبوق للدولار أمام الريال اليمني بين صنعاء وعدن

نيوز لاين | 673 قراءة 

عاجل| القوات الجنوبية تستعرض سلاحاً متطوراً ضد الحو.ثيين

صوت العاصمة | 634 قراءة 

تنظيم القاعدة يتوعد المجلس الانتقالي في حضرموت ويبدأ تنفيذ أول عملية .. والكشف عن حصيلتها

المشهد اليمني | 604 قراءة 

قوات الانتقالي تنفذ عملية أسر صادمة ضد كتيبة حكومية في غرب حضرموت

بوابتي | 594 قراءة 

مستشار إماراتي يدعو دول الخليج للاعتراف بما سمّاها "دولة الجنوب العربي"

الموقع بوست | 559 قراءة 

آليات وعتاد عسكري ضخم قادم من السعودية إلى حضرموت - [فيديو]

بوابتي | 557 قراءة