اشتباكات قبلية–حوثية بالجوف تسفر عن قتلى وجرحى… وتصاعد الغضب القبلي تجاه ممارسات الحوثيين
اندلعت، مساء الأربعاء، اشتباكات مسلّحة بين رجال من قبائل دهم ومقاتلين تابعين لجماعة الحوثي في محافظة الجوف، ما أدى إلى مقتل أحد عناصر الحوثيين وإصابة ثلاثة آخرين، في حادثة تعكس مناخاً متصاعداً من الاحتقان الشعبي والقبلي تجاه ممارسات الجماعة في مناطق السيطرة.
وبحسب مصادر قبلية، فإن الهجوم وقع على نقطة تفتيش حوثية تُعرف باسم "المُهِير" والواقعة على الطريق الرابط بين مديريتي الخب والشعف والحزم، حيث باغت مسلحون قبليون أفراد النقطة بإطلاق نار مباشر، ما أدى إلى مقتل قائدها محسن صالح سفيان (أبو يحيى) وإصابة ثلاثة من عناصر الجماعة.
وأوضحت المصادر أن المهاجمين كانوا يستقلون مركبة ودفعهم إلى تنفيذ العملية دافعٌ ثأري، عقب مقتل أحد أبناء القبائل برصاص أفراد النقطة نفسها خلال الفترة الماضية، في حادثة أثارت غضباً واسعاً داخل قبائل دهم، التي اتهمت الحوثيين بانتهاج “أسلوب استفزازي ومتعجرف” في التعامل مع السكان والقبائل المحلية.
وتقول المصادر إن النقاط العسكرية التابعة للحوثيين تحولت في الآونة الأخيرة إلى "مراكز ضغط وقمع" بحق الأهالي، من خلال عمليات تفتيش مشددة، ومضايقات، واعتقالات تعسفية، وهي ممارسات وصفتها القبائل بأنها "تستهدف كرامتها وتخرق الأعراف القبلية المستقرة منذ عقود".
ويشير مراقبون محليون إلى أن تنامي الاحتقان القبلي في الجوف يعكس فشلاً واضحاً للجماعة في إدارة المناطق الخاضعة لها، إذ تتسبب طريقة تعامل عناصرها—القائمة على القوة والإكراه—في خلق مزيد من النقمة الشعبية، وفتح جبهات صراع جديدة لا قدرة للحوثيين على احتوائها بسهولة.
وتشهد محافظة الجوف منذ سنوات توتراً متقطعاً بين القبائل والحوثيين، إلا أن الهجوم الأخير يؤشر إلى مستوى غير مسبوق من الغضب، قد يدفع نحو موجة أوسع من المواجهات إذا استمرت الجماعة في فرض أسلوبها القسري دون أي اعتبار للعرف القبلي أو الحقوق المدنية للسكان.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news