الإنجاز الأكاديمي للعميد الركن ناجي العربي: تعزيز للبناء المؤسسي في الجنوب
يمثل الإنجاز الأكاديمي الرفيع، للعميد الركن ناجي العربي خاصة في المجالات الاستراتيجية والأمنية، لبناء مؤسسات دولة قوية ومستدامة. وفي هذا السياق، تكتسب تهنئة قيادات جنوبية بارزة للعميد الركن ناجي العربي بمناسبة نيله زمالة كلية الدفاع الوطني، التي تعادل درجة الدكتوراه، أهمية مضاعفة، لا سيما وأن هذا الإنجاز جاء نتيجة لبحث قيم بعنوان "المجلس الانتقالي الجنوبي امتداد للحركة الوطنية الجنوبية". إن هذه المناسبة ليست مجرد احتفاء بشهادة علمية، بل هي اعتراف رسمي بضرورة تأهيل الكوادر الوطنية وتعميق فهمها للجذور التاريخية والأسس الاستراتيجية للقضية الجنوبية.
جاءت هذه التهنئةبمناسبةنيله زمالة كلية الدفاع الوطني التي تعادل درجة "الدكتوراه"
من شخصيات قيادية تمثل أطيافاً مختلفة من المشهد الجنوبي، بما في ذلك رئيس حزب الخضر الجنوبي الأستاذ علي حسن سيف محمد، والعميد الركن عبد الرحمن علي يحيى نائب رئيس لجنة الأمن والدفاع في المجلس الاستشاري للمجلس الانتقالي الجنوبي، والمحامي سعد عبد الله نائب رئيس حزب الخضر الجنوبي. هذا التوافق في الإشادة يعكس فهماً مشتركاً بأن البناء المؤسسي للدولة الجنوبية يتطلب تضافر الجهود الأكاديمية والخبرات الميدانية والتوجهات السياسية. إن دمج الخبرة العسكرية المتمثلة في العميد الركن مع الرؤى السياسية والتشريعية يعزز من شمولية النظرة إلى متطلبات المرحلة القادمة.
الإنجاز الأكاديمي للعميد الركن ناجي العربي يتمحور حول أطروحة رصينة تربط بين الماضي والحاضر، حيث يؤكد بحثه أن المجلس الانتقالي الجنوبي ليس وليد اللحظة، بل هو "امتداد للحركة الوطنية الجنوبية". هذا التأصيل التاريخي ضروري لترسيخ الشرعية لأي مشروع سياسي يسعى لإعادة بناء الدولة. فالحركة الوطنية الجنوبية، بتاريخها النضالي الممتد منذ منتصف القرن العشرين، توفر الأساس الأيديولوجي والأخلاقي الذي يستند إليه أي كيان سياسي يمثل تطلعات شعب الجنوب. إن حصول باحث ذي خلفية عسكرية وأمنية على هذه الدرجة المتقدمة في دراسة العلاقة بين الحركة الوطنية والمجلس الانتقالي، يشير إلى مستوى عالٍ من الوعي الاستراتيجي المدمج بالبحث العلمي الموضوعي.
إن فخر واعتزاز القيادات الجنوبية بهذا الإنجاز يعكس بوضوح الاهتمام المتزايد بالتأهيل العلمي للكوادر. ففي سياق الصراعات المعقدة والتحديات الأمنية والسياسية الراهنة في المنطقة، لم يعد الاعتماد على الخبرة الميدانية وحدها كافياً. بل بات من الضروري أن تقترن هذه الخبرة بالقدرة على التحليل العميق، واستخدام المنهجيات العلمية في تقييم الأوضاع، وصياغة الاستراتيجيات بناءً على فهم متعمق للتاريخ والجغرافيا السياسية. إن زمالة كلية الدفاع الوطني، وما يرتبط بها من دراسات عليا، تهدف تحديداً إلى تزويد القادة بالقدرة على التفكير الاستراتيجي الشامل، الذي يشمل الأبعاد العسكرية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية.
يُعد هذا النجاح "إضافة نوعية" للمشهد الجنوبي لعدة اعتبارات. أولاً، يمثل دليلاً على أن القيادات الجنوبية تولي أهمية للتحصيل العلمي الرصين، مما يكسر الصورة النمطية التي قد تركز فقط على الجانب العملياتي أو السياسي المباشر. ثانياً، يساهم البحث في إثراء المكتبة المعرفية حول الشرعية التاريخية للمجلس الانتقالي. فإذا كان المجلس يهدف إلى استعادة دولة الجنوب، فإن توثيق امتداده للحركة الوطنية يمثل ركيزة أساسية في بناء الرواية الوطنية المقنعة داخلياً وخارجياً. ثالثاً، إن وجود كادر أكاديمي رفيع المستوى مثل العميد ناجي العربي داخل الهياكل الأمنية والسياسية يعزز من جودة صنع القرار. القرارات الأمنية والاستراتيجية التي تتخذ بناءً على تحليل أكاديمي رصين تكون أكثر فعالية واستدامة من تلك التي تعتمد على الحدس أو الظرفية فقط.
علاوة على ذلك، تتجاوز أهمية هذا الإنجاز الجانب الشخصي للعميد ناجي العربي لتصبح دافعاً لبقية الكوادر الجنوبية. إن رؤية ضابط رفيع المستوى يلتزم بالدراسات العليا المتقدمة يشجع العسكريين والمدنيين على السعي نحو التطوير المهني والأكاديمي المستمر. هذا التشجيع ضروري لبناء "كادر مؤهل" قادر على تولي مهام الدولة الحديثة في حال تحقق الأهداف السياسية المنشودة، سواء في مجالات الأمن القومي، أو بناء المؤسسات الدبلوماسية، أو الإدارة الاقتصادية. فالدولة القائمة على مشروع استراتيجي تحتاج إلى خبراء في كل الميادين، وفهم العلاقة بين الحركة الوطنية والمجلس الانتقالي يمثل نموذجاً لفهم كيفية دمج الإرث النضالي في واقع البناء المستقبلي.
وفي الختام، تعكس هذه التهنئة الجماعية والتقدير الرفيع للإنجاز الأكاديمي للعميد الركن ناجي العربي رؤية استشرافية لقيادات جنوبية تدرك أن القوة الحقيقية للدولة لا تكمن فقط في السيطرة الميدانية، بل في عمقها المعرفي وقدرتها على تأصيل مسارها التاريخي عبر البحث العلمي الموثق. إن الحصول على زمالة كلية الدفاع الوطني عن بحث يرسخ شرعية المجلس الانتقالي كونه امتداداً للحركة الوطنية هو انتصار استراتيجي يضاف إلى السجل النضالي للجنوب. إن التمنيات الموجهة له بمزيد من التوفيق والنجاح في مسيرته العلمية والعملية، هي في جوهرها تمنيات لخدمة الوطن وتعزيز قدرات مؤسساته الدفاعية والأمنية، مما يؤكد أن المستقبل المستهدف هو مستقبل مبني على العلم والوعي الاستراتيجي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news