65 منظمة يمنية تدين انتهاكات الحوثيين ضد دور العبادة وتطالب بتحقيق دولي
نددت خمسٌ وستون منظمة يمنية، الخميس، بما وصفته بـ"الاعتداءات الممنهجة" التي تمارسها مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران ضد دور العبادة في مختلف مناطق سيطرتها، محذّرة من أن تلك الانتهاكات تمثل تهديدًا خطيرًا لحرية الدين والمعتقد، واعتداءً سافرًا على قدسية المساجد والمراكز الدينية.
وفي بيانٍ مشترك تلقّت «المنتصف» نسخةً منه، أكدت منظمات المجتمع المدني أن ما ترتكبه المليشيا من اعتداءات على المساجد، ودور تحفيظ القرآن، والمراكز الشرعية، يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، ولا سيما المادة (53) من البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف، التي تحظر المساس بأماكن العبادة باعتبارها جزءًا من التراث الثقافي والروحي للشعوب.
وأشار البيان إلى أن الهجمات الحوثية لم تقتصر على تدمير المساجد أو قصفها، بل شملت أيضًا تحويل عدد منها إلى مخازن أسلحة وثكنات عسكرية، واستخدامها لأغراض قتالية تتنافى مع طبيعتها الدينية والإنسانية. كما وثّقت منظمات حقوقية عمليات اختطاف واغتيال وتصفية طالت الأئمة والخطباء والدعاة، واعتبرتها المنظمات جرائم حرب وفقًا لنظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.
وأكدت المنظمات الموقعة أن "الاعتداء على أماكن العبادة لا يستهدف الحجر فحسب، بل يطال منظومة القيم الإنسانية التي تقوم عليها المجتمعات المتسامحة"، محذّرة من أن استمرار هذه الجرائم يغذي خطاب الكراهية والانقسام المذهبي ويقوّض فرص التعايش الديني الذي ميّز اليمنيين عبر تاريخهم.
ودعا البيان مجلس الأمن الدولي والمفوضية السامية لحقوق الإنسان إلى تحمّل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية في حماية دور العبادة في اليمن، وإدانة هذه الانتهاكات بشكل صريح، مع المطالبة بفتح تحقيق دولي مستقل لتوثيق الجرائم ومحاسبة مرتكبيها.
كما حثّت المنظمات المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية على النظر في تلك الانتهاكات باعتبارها جرائم حرب تستوجب الملاحقة القضائية، داعيةً وسائل الإعلام الدولية إلى تسليط الضوء على هذه الجرائم التي تمس جوهر الحريات الدينية وحقوق الإنسان في اليمن.
وأكد البيان أن "الصمت الدولي إزاء هذه الممارسات يمثل تواطؤًا أخلاقيًا غير مقبول"، مشددًا على أن العدالة لن تتحقق إلا بمحاسبة الجناة وإنصاف الضحايا وحماية حرمة أماكن العبادة من التوظيف السياسي والطائفي.
ويأتي هذا البيان في وقت تتزايد فيه انتهاكات الحوثيين ضد المساجد والمراكز الدينية في مناطق سيطرتهم. فقد وثّقت تقارير حقوقية أكثر من 4,560 انتهاكًا طالت دور العبادة والأقليات الدينية، شملت القصف والتفجير والاقتحام والمنع من أداء الشعائر الدينية، في ما اعتبرته منظمات حقوقية حملة منظمة تهدف إلى فرض فكر طائفي أحادي وإلغاء مظاهر التعدد الديني والمذهبي في اليمن.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news