المبعوث الأممي إلى اليمن.. حضور بلا أثر

     
المنتصف نت             عدد المشاهدات : 37 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
المبعوث الأممي إلى اليمن.. حضور بلا أثر

المبعوث الأممي إلى اليمن.. حضور بلا أثر

قبل 5 دقيقة

تحول المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، بمرور الوقت، من رمزٍ للأمل في إنهاء الحرب إلى مجرد موظفٍ دبلوماسي يمارس طقوس الزيارات البروتوكولية، يجمع بعض المعلومات ويعيد صياغتها في تقارير شهرية تُرفع إلى مجلس الأمن دون أي نتيجة ملموسة على الأرض. فالمهمة التي كان يُفترض أن تحرك عجلة السلام وتكسر الجمود السياسي، باتت اليوم تدور في دائرة مفرغة من الاجتماعات الشكلية والبيانات المكرّرة.

منذ تعيينه، لم يقدّم المبعوث رؤية واضحة لإنهاء الحرب أو خطة عملية تفرض على الأطراف احترام التزاماتهم الدولية. اكتفى بلعب دور الوسيط الصامت الذي يسعى إلى إرضاء الجميع، حتى فقد تأثيره على الجميع. فالزيارات المتكررة إلى العواصم الإقليمية لم تُثمر سوى صور تذكارية وبيانات إنشائية تتحدث عن “تقدم طفيف” لا يلمسه أحد في الواقع.

لقد تحوّل دور المبعوث الأممي إلى ما يشبه “دبلوماسية التهدئة المؤقتة”، يحرص على تمديد الهدن لا على بناء السلام، ويكتفي بإدارة الوقت بدل إدارة الأزمة. وما بين بيان وآخر، يزداد الوضع الإنساني سوءًا، وتستمر مليشيا الحوثي في خرق القوانين الدولية وارتكاب الانتهاكات، دون أن يصدر عن المبعوث سوى تصريحات فضفاضة تخلو من أي موقف حازم أو تسمية واضحة للجهة المعرقلة.

أما التقارير التي يرفعها إلى مجلس الأمن، فقد فقدت قيمتها السياسية وأصبحت مجرد وثائق أرشيفية تكرّر ذات العبارات التي استخدمها من سبقوه: الحرب مستمرة، الاقتصاد منهار، والانقسام السياسي يتعمق. لا جديد سوى لغة دبلوماسية باردة تكتفي بوصف المأساة دون السعي إلى تغييرها.

اليمنيون يتساءلون اليوم: ما جدوى وجود مبعوث أممي لا يملك الجرأة على تسمية من يعرقل السلام؟ كيف يمكن بناء ثقة في عملية سياسية تُدار من الخارج على إيقاع المجاملات الدولية؟ لقد بات واضحًا أن الحياد الذي يتذرع به المبعوث ليس حيادًا بين أطراف متحاربة، بل حيادًا عن الحقيقة نفسها، وهو ما جعله شاهدًا على استمرار الحرب لا شريكًا في إنهائها.

اليمن لا تحتاج إلى مبعوث يدوّن الملاحظات ويصدر البيانات الدبلوماسية، بل إلى مبعوث يمتلك الإرادة والجرأة لمواجهة من يقوّضون السلام، ويفعل أدوات الضغط وفق قرارات مجلس الأمن لا وفق التوازنات السياسية. فالدبلوماسية التي لا تنحاز للعدالة والواقع، تتحول إلى غطاءٍ لاستمرار المعاناة.

لقد صار المبعوث الأممي، بكل أسف، عنوانًا متكررًا في نشرات الأخبار، يتحدث باسم الأمم المتحدة أكثر مما يتحدث باسم اليمن. وبينما يستمر في رحلاته وجولاته الشكلية، يبقى ملايين اليمنيين تحت وطأة الحرب والجوع والانقسام، ينتظرون سلامًا لا يأتي، ومبعوثًا لا يفعل سوى تسجيل المأساة في تقرير جديد.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

مقترح للاطاحة بمجلس القيادة الرئاسي واختيار رئيس واحد لليمن

المشهد اليمني | 761 قراءة 

إعلان سعودي بدولة الجنوب ومخرج آمن لـ "الشرعية"

الحدث اليوم | 606 قراءة 

عاجل:احتراق باص نقل جماعي جديد

كريتر سكاي | 456 قراءة 

رسالة إلى روسيا والصين.. اليمن جمهورية عربية قومية وليست مجرد أرض للمقايضة

المنتصف نت | 394 قراءة 

مجلس القيادة يوافق على جميع قرارات الرئيس عيدروس الزبيدي

صوت العاصمة | 373 قراءة 

انتشار امني واسع وكبير في عدن ومصادر تكشف الأسباب

المشهد اليمني | 301 قراءة 

البيض يفجرها بشان مستقبل الجنوب

كريتر سكاي | 294 قراءة 

مجلس الأمن الدولي يمدد نظام العقوبات المفروضة على اليمن لعام آخر

بران برس | 274 قراءة 

تحركات عسكرية للمخلافي لإثبات السيطرة

كريتر سكاي | 228 قراءة 

صنعاء: التفاصيل الكاملة لرسوم ووثائق استخراج البطاقة الشخصية بجميع حالاتها

الحدث اليوم | 223 قراءة