لقاء روحاني مع الحبيب عمر بن حفيظ.. شراكة بين السلطة المحلية والعلماء لتعزيز الوسطية والاعتدال

‏‎

شهدت مدينة تريم بمحافظة حضرموت يومًا استثنائيًا عكس روح العمل الجاد والمسؤولية التي تنتهجها قيادة السلطة المحلية في تعزيز التنمية وتحسين الخدمات وتوسيع نطاق المشاريع الحيوية في الوادي والصحراء. فقد قاد المحافظ الأستاذ مبخوت مبارك بن ماضي سلسلة من الفعاليات والأنشطة المتنوعة التي جمعت بين التنمية الخدمية والرعاية الإنسانية والاهتمام بالشباب والبنية التحتية، إلى جانب لقاءات روحية وإدارية رفيعة المستوى عكست رؤية شاملة لإدارة حضرموت بأسلوب متوازن يجمع بين التنمية والإنسان.

مشاريع كهربائية كبرى تضع حدًا لأزمات الطاقة في الوادي والصحراء

استهل المحافظ جولته من مديرية تريم بإطلاق عدد من المشاريع الكهربائية العملاقة التي بلغت كلفتها أكثر من 13 مليون دولار أمريكي بتمويل من السلطة المحلية بالمحافظة.

وشملت المشاريع تنفيذ أعمال تأهيل محركات ألمانية ويابانية في محطات الغرف وقريو والجزيرة، وإنشاء خطوط نقل كهربائي جديدة تربط بين محطات سيئون وتريم، إضافة إلى توريد محولات وكابلات وأعمدة خشبية وشبكات ضغط عالٍ ومنخفض، بما يضمن تعزيز القدرة التوليدية وتحقيق استقرار ملحوظ في التيار الكهربائي خلال أشهر الصيف القادمة.

وأكد المحافظ خلال حفل التدشين أن هذه المشاريع تأتي ضمن خطة متكاملة لتحسين البنية التحتية للكهرباء في وادي وصحراء حضرموت، مشيرًا إلى أن قطاع الطاقة يمثل أحد أهم أولويات السلطة المحلية، التي تعمل بالتنسيق مع وزارة الكهرباء وصندوق صيانة الطرق على تأهيل المنظومة الكهربائية في جميع المديريات.

تأهيل نادي الوحدة بتريم: عودة الروح للرياضة الحضرمية

وفي محطة أخرى من زيارته، وضع المحافظ حجر الأساس للمرحلة الأولى من مشروع تأهيل وتطوير منشآت نادي الوحدة الرياضي الثقافي الاجتماعي بتريم، والذي يُعد أحد أعرق الأندية في حضرموت.

يتضمن المشروع تعشيب الملعب الرئيسي بالعشب الصناعي الحديث، وبناء مدرجات تستوعب ما يزيد على 6000 متفرج، وإنشاء ملاعب فرعية للطائرة واليد، وتأهيل المقصورة الرئيسية ومبنى الإدارة العامة للنادي.

وأكد المحافظ أن دعم الأنشطة الرياضية يُعد استثمارًا في طاقات الشباب، مضيفًا أن هذا المشروع يأتي ضمن رؤية حضرموت لإحياء البنية الرياضية والثقافية وتهيئة بيئة مثالية للشباب لصقل مهاراتهم وتحقيق تطلعاتهم.

زيارة إنسانية لمدرسة الأمل لذوي الهمم

وفي بادرة إنسانية تعبّر عن اهتمامه بالجانب الاجتماعي، زار المحافظ مدرسة الأمل لذوي الهمم بمدينة تريم، حيث اطلع على سير العملية التعليمية للطلاب من ذوي الإعاقات الذهنية والحركية ومتلازمة داون والتوحد.

وخلال الزيارة، وجه المحافظ بالتعاقد مع عدد من الكوادر النسوية العاملة في المدرسة لضمان استمرارية العملية التعليمية، إلى جانب تأهيل بعض الفصول الدراسية واستكمال مظلة الحماية المخصصة لساحة الطلاب.

وأكد المحافظ أن دعم ذوي الهمم واجب إنساني ووطني، مشيرًا إلى أن السلطة المحلية تعمل على تعزيز دور هذه الفئة في المجتمع عبر مشاريع ومبادرات خاصة تضمن لهم حقوقهم وتفتح أمامهم آفاقًا للتعلم والاندماج.

لقاء روحاني بالعلامة الحبيب عمر بن حفيظ

وفي زيارة ذات طابع ديني وروحي، التقى المحافظ بالعلامة الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ عميد دار المصطفى للدراسات الإسلامية بتريم. وناقش اللقاء دور المؤسسات التعليمية والدعوية في ترسيخ قيم الوسطية والاعتدال، وحماية الشباب من الفكر المتطرف.

وأشاد المحافظ بالدور الكبير الذي تضطلع به تريم في الحفاظ على منهج الوسطية ونشر قيم التسامح والتعايش، مؤكدًا أن السلطة المحلية تؤمن بشراكة متكاملة مع العلماء والمرجعيات الدينية لبناء مجتمع مستنير ومتوازن.

‎