يدرك الرئيس رشاد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي إن السلام مع ميليشيات الحوثي الانقلابية، دون امتلاك أوراق قوية تمكن الشرعية من التفاوض بقوة، لن يكون سلام وإنما هو استسلام، ولن يكون للشرعية أي مكان في شتى أرجاء اليمن لا في شماله ولا جنوبه، وستكون اليد الطولى وكل القرارات بيد ميليشيات الحوثي وزعيمهم عبد الملك الحوثي.
لذلك أطلق الرئيس العليمي جرس الانذار وحذر من اتخاذ أي خطوات قد تشكل حوافز جديدة للجماعة الحوثية، مؤكدًا أن تحقيق السلام الدائم في اليمن يتطلب ضمانات واضحة تحول دون تكرار دوامات العنف، وتجريم النزعات الطائفية والعنصرية، وتمكين الدولة من ممارسة سلطاتها الحصرية، بما في ذلك احتكار السلاح وقراري السلم والحرب.
تحذيرات العليمي جاءت في أعقاب الدعوة التي وجهها الاتحاد الأوروبي إلى دفع جهود التسوية السياسية في اليمن، مؤكدًا التزامه بالعمل مع الأطراف الإقليمية والدولية من أجل التوصل إلى حل شامل يضمن وحدة البلاد وسيادتها، ويضع حدًا للمعاناة الإنسانية المستمرة منذ أكثر من عقد، هذه الدعوة من الإتحاد الأوربي لم ترافقها أي ضمانات تلزم الحوثي بما يتفق عليه الجميع لتحقيق سلام شامل ومنصف ودائم في شتى ربوع اليمن.
ولذلك سيتوجب على كل القيادات في الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا الاصغاء بجدية تامة للتحذيرات التي أطلقها الرئيس العليمي، وعلى الجميع أن يعي إن ميليشيات الحوثي الانقلابية تستغل ما يحدث لتحقيق مكاسب سياسية كبيرة، فهناك تمرد على الشرعية يهز هيبتها ويقلل من مكانتها بعد أن عجزت عن فرض توجيهاتها للمؤسسات والمحافظات التابعة لها في توريد الأموال إلى البنك المركزي اليمني، فهل تراها ستكون قادرة على جمع قواتها لمواجهة الحوثي وقواته؟
العليمي على يقين تام بأنه مالم تتمكن قوات الشرعية من فرض أمر واقع على الأرض وتحقيق مكاسب ميدانية تجعل الحوثيين يشعرون بأنهم سيفقدون كل شيء إذا تمت المواجهة الشاملة وتجبرهم على الجلوس لطاولة المفاوضات، فلن يكون للسلام معنى، ولأن العليمي لا يمتلك عصى موسى ولا يقدر على توحيد القوات التابعة للشرعية وتوجيه ضربات موجعة للحوثيين، فإن المصير سيكون كارثي، ليس فقط على العليمي، بل سيطال كل أركان الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا، فالجميع على سفينة واحدة، وحين تغرق السفينة فلن ينجو أحد من المصير الكارثي، وهذا ما ينبغي أن يكون في أذهان كافة القيادات العليا العسكرية والمدنية وإلا سيضيع كل شيء ولن ينفع الندم حين يقع الفأس في الرأس.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news