صفحة "واعي" تلفت أنظار اليمنيين بعد حذفها حسابات للحوثيين والجدل يتصاعد حولها

بين الترحيب والتشكيك، أثارت صفحة "واعي" على فيسبوك خلال الأيام الماضية جدلاً واسعاً، في الأوساط اليمنية بعد أن دشنت حملةً واسعة لإزالة الحسابات التابعة لقيادات في جماعة الحوثي، أو المرتبطة بمؤسسات وهيئات تابعة للجماعة.

الصفحة التي يديرها مجهولون يُرجح أنهم من خبراء التقنية، نجحت في إغلاق عدد من الحسابات التابعة لشخصيات حوثية بارزة، بعضها موثق بالعلامة الزرقاء ويضم مئات الآلاف من المتابعين، على رأسهم مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي (أعلى سلطة في حكومة الجماعة) إلى جانب القائم بأعمال رئيس حكومة الجماعة غير المعترف بها، محمد مفتاح.

وبحسب رصد خاص لـ "الموقع بوست" فقد استطاعت الصفحة خلال الأيام الماضية وحتى اليوم حذف نحو 80 حساباً على فيسبوك وانستغرام جميعهم لقيادات في الجماعة ونشطاء موالين لها وداعمين لسياساتها، يتجاوز مجموع متابعيها ملايين المستخدمين

.

وأكد القائمون على الصفحة في منشورات أن الحملة ستستمر في استهداف ما وصفوه بـ"علم الضلال"، في إشارة ساخرة إلى زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي الذي يصفه أتباعه بـ"علم الهدى".

في المقابل استنجدت قيادات ونشطاء الجماعة بما يسمى دائرة الأمن السيبراني في جهاز الأمن والاستخبارات التابع لهم، لإيقاف هذه الحملة وإغلاق صفحة واعي والكشف عن هوية إدارتها.

لكنها تفاجأت بإغلاق صفحة الجهاز الرسمية وكذا صفحات القيادات الأمنية وعلى رأسهم وزير الداخلية عبدالكريم الحوثي، ورئيس جهاز الاستخبارات عبدالحكيم الخيواني.

وكشفت صفحة واعي في أحدث منشوراتها ان جماعة الحوثي نجحت في ضرب الصفحة وتقييدها لدقائق فقط، موضحة أن الادارة حلت المشكلة وأزلت القيود.

رغم استهداف الصفحة حسابات قيادات الحوثيين ومؤسسات وهيئات الجماعة، إلا أن هناك من يشكك بالصفحة، فيما إذا كانت تابعة للجماعة، في استدلال بتدوينة سابقة لصفحة "واعي" وتلقيها شهادة شكر وتقدير من إحدى المؤسسات الحكومية بصنعاء التابعة للحوثيين.

وفي السياق ذاته قال الصحفي توفيق الشنواح

إن

"هذه الصفحة تجسيد موضوعي لما يجب أن يكون عليه اليمني اليوم في أقدس معركة وعي يخوضها اليمنيون ضد خرافة الآل وميليشياتهم".

وأضاف "هي بهذا تثبت سطوة الإعلام الرقمي الجماهيري التفاعلي مع قضاياه، بل ومحوريته في معترك الحياة".

من جانبه الكاتب الصحافي وليد البكس، علق بالقول "

نفس عملية تفجير بياجر حزب الله في لبنان، هذيك بالواقع وذي بمواقع التواصل الاجتماعي".

من جهته طالب الناشط والإعلامي أسامة المحويتي،

بإيقاف المبالغ المعتمدة لرابطة الإعلاميين الذين لهم عشر سنوات يعملوا هاشتقات غبية وفارغة، وتحويلها إلى صاحب منصة "واعي".

في إشارة إلى كتيبة الإعلام التابعة للشرعية.

وأضاف "الخبير فعل في ثلاثة أيام ما لم تفعله الشرعية بكلها خلال عشر سنوات".

بدروه الباحث هزاع البيل

، قال

"الحوثي ظاهرة صوتية أكثر منها واقعية، لذلك فإن إغلاق صفحاتهم عليهم مؤلم كقسوة سحقهم في ميادين القتال".

وأضاف "واعي وخليك واعي" — مجموعة صغيرة بحجمها، كبيرة بفعلها، لا أعرف أفرادها شخصيًا، لكنهم خلال ثلاثة أيام فقط تحولوا إلى جبهة إعلامية حرة أربكت المليشيا وجعلت عويلهم لا يتوقف.

وتابع "شكرًا واعي  وشكرًا "خليك واعي" وكل جهد وطني جمهوري صادق، فأنتم تستحقون أن يُقال لكم بالفم المليان:

شكرًا لكم يا أبطال في ميادينكم".

أما عزام حنشل

فقال "

تم رصد شاحنة تفاح أخضر في طريقها إلى صنعاء تابعة لـ "واعي".

لكن خالد كرمان، شكك من الصفحة وانتماءها وقال "مش عارف لماذا حاسس أن صفحة واعي هي كذبة حوثية".

في المقابل قال الشيخ الموالي للحوثيين أمين عاطف، "يؤلمنا كثيرا أن يُغلق إعلامُ من سماهم بـ "المرتزقة" حسابات قيادات الأنصار الجهادية والرسمية على المنصّات الرقمية للسوشيال ميديا، لكن كلمة الحق لا تُغلق، والصوت الحر لا يُسكَت"، حد زعمه.

وأضاف "ومن وسط هذا التحدي نعلن اليوم للجميع عن تأسيس (رابطة الإعلام الشعبي اليمني)  جبهةُ وعيٍ جديدة، وسلاحُ فعال للكلمة الحرة في وجه التضليل والحرب الناعمة".

وأضاف "قريبا سنوجه الدعوة إلى جميع الإعلاميين والناشطين الأحرار للانضمام إلى عضوية الرابطة لنبني معًا إعلامًا شعبيًا محترفًا يواكب انتصارات #اليمن ويُعبّر عن صمود شعبه وقائده العَلَم حفظه الله".