في خطوة وُصفت بأنها تكشف مدى تغلغل الولاءات الطائفية داخل مؤسسات الدولة أقدمت مليشيا الحوثي على تعيين أحد خريجي دوراتها الطائفية في منصب رفيع بجهاز القضاء بمحافظة صعدة، ما أثار موجة استياء واسعة وانتقادات حادة لما لمنظومة القضاء الحوثي.
ووفقا لمصادر قضائية فقد تم توزيع خريجي ما تُعرف بـ”دورات العلماء” للتدريب في عدد من المحاكم، بينهم المدعو عبدالله يحيى صلاح الغالبي الذي عُيّن للتدريب بمحكمة صعدة تحت إشراف القاضي فايز الشريف.
واستدركت المصادر أن مجلس القضاء الحوثي عاد بعد خمسة أيام فقط ليصدر قرارًا بتعيين الغالبي رئيسًا لهيئة التفتيش القضائي بالمحافظة، في خطوة مثيرة للسخرية اعتبرها مراقبون دليلاً صارخًا على غياب الكفاءة واستبدال المعايير المهنية بالولاء الطائفي.
وكشفت المصادر أن الترقية السريعة جاءت بدعم من رئيس هيئة التفتيش الحوثية المدعو مروان المحاقري، المعروف بتبعيته المطلقة للقيادة الحوثية وتورطه في عمليات تلاعب وتعيينات قائمة على الولاء.
ووصف ناشطون الخطوة بأنها “فضيحة قضائية”، مشيرين إلى أن القضاء في مناطق الحوثيين لم يعد سوى غطاء شكلي لإضفاء الشرعية على ممارسات الجماعة وتعييناتها الطائفية.
من جانبه، حذر المركز الأمريكي للعدالة (ACJ) من خطورة إفراغ القضاء من محتواه المهني عبر إحلال خريجي الدورات العقائدية بدلاً من الكوادر المؤهلة، داعيًا إلى إلغاء القرارات الطائفية وإخضاع القضاء لإشراف وطني مستقل، كما طالب الأمم المتحدة بفتح تحقيق عاجل في انتهاكات الجماعة بحق المنظومة العدلية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news