في مؤشر جديد على الانهيار الأمني الكامل الذي تشهده مناطق سيطرة مليشيا الحوثي، عُثر مساء الإثنين على جثة شاب مقتول بطلق ناري في مديرية التعزية بمحافظة تعز، في جريمة مروّعة أعادت إلى الواجهة تصاعد عمليات القتل والتقطع التي أصبحت سمة يومية في تلك المناطق.
وأكدت مصادر محلية أن الأهالي عثروا على جثة الشاب فاكر عبدالله محسن القباطي (19 عاماً)، مرمية إلى جانب دراجته النارية في الطريق المؤدي إلى منطقة الرباط بالمديرية، وقد فارق الحياة بعد إصابته بطلق ناري في الجانب الأيمن من جسده.
وأضافت المصادر أن فرقاً أمنية تابعة لمليشيا الحوثي وصلت إلى الموقع بعد ساعات من الحادث، وعثرت على ظرف فارغ لسلاح آلي قرب الجثة، غير أنها ــ كالعادة ــ اكتفت بتصوير المكان ونقل الجثمان إلى ثلاجة البحث الجنائي، دون أي تحرك جاد لكشف القتلة أو ملاحقتهم.
وبحسب معلومات من الأهالي، فإن الجريمة مرتبطة بعمليات تقطع ونهب متكررة تستهدف سائقي الدراجات النارية، خصوصاً أولئك الذين ينقلون بضائع بسيطة مثل الثوم والزبيب عبر طرق فرعية تمر من خلف نقاط حوثية أمنية، يُعتقد أن عناصر المليشيا نفسها تغضّ الطرف عنها مقابل إتاوات مالية.
ويؤكد سكان المنطقة أن الانفلات الأمني في تعز، خصوصاً في المديريات الخاضعة للحوثيين، بلغ مستويات خطيرة، حيث تتكرر جرائم القتل والسرقة دون أن تتحرك الجهات الأمنية التابعة للمليشيا سوى لتمويه الرأي العام.
ويرى ناشطون أن هذه الحادثة تكشف حجم الفوضى التي زرعتها المليشيا في المجتمع بعد أن حوّلت المؤسسات الأمنية إلى أدوات للجباية، وأطلقت يد المسلحين والعصابات المقربة منها للنهب والترويع دون حساب.
وأكد الأهالي أن دماء الأبرياء في مناطق الحوثيين أصبحت ثمناً لسلطة غاشمة لا تعبأ بحياة المواطنين، مطالبين المنظمات الحقوقية الدولية بتوثيق هذه الجرائم، والضغط لوقف الانتهاكات التي ترتكبها المليشيا بحق المدنيين.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news