كشفت فضيحة جديدة عن عمق الفساد والهيمنة التي تمارسها القيادات المتنفذة في مليشيات الحوثي، حيث اتهم نشيط يمني قائداً بارزاً في المليشيات بالتهديد بقتل وسجن بائع قات، لمجرد مطالبته بسداد ديونه المتراكمة التي تجاوزت العشرين مليون ريال يمني.
وجاءت هذه الادعاءات على لسان الناشط حسين العماد، الذي نشر تفاصيل الواقعة الصادقة على وسائل التواصل الاجتماعي، مسلطاً الضوء على "ثقافة الإفلات من العقاب" التي يعيشها قادة المليشيات على حساب معاناة المواطنين.
تفاصيل الجريمة
ووفقاً للمنشور، فإن القائد المتهم ليس شخصية عادية، بل هو "شيخ كبير" وشغل مناصب حكومية عليمة كمحافظ ووزير في سلطة الأمر الواقع التي تسيطر عليها المليشيات الحوثية، وهو عضو في ما يُعرف بـ "المجلسين"، مما يمنحه نفوذاً وسطوة مطلقة.
وأوضح العماد أن مديونية هذا القائد الحوثي للبائع، الذي يعمل على تزويده بالقات يومياً، تصل إلى أكثر من عشرين مليون ريال، في حين تصل فاتورة استهلاكه اليومي من القات وحده إلى حوالي خمسين ألف ريال، هذا علاوة على "تخازين الضيافة" التي يقدمها لقيادات أخرى في المليشيات على حساب البائع المظلوم.
استقواء بالسلاح وهدر للقانون
وعندما قرر البائع مطالبة هذا القائد بحقه، تحولت المطالبة المشروعة إلى مواجهة مسلحة. وروى العماد أن مسلحين تابعين للقائد الحوثي خرجوا عليه وهددوه صراحة بالقتل أو السجن إذا استمر في ملاحقته للمبلغ.
ولم تقتصر الجريمة على التهديد، بل امتدت إلى مؤسسات الدولة التي استولت عليها المليشيات. وعندما ذهب البائع ليشكو أمره في قسم الشرطة، قوبل برفض تام والتجأت القوات الأمنية إلى التملص من مسؤولياتها، لأن "الشيخ" أكبر من القانون والقسم، كما علق الناشط، في دليل واضح على أن مؤسسات الدولة أصبحت أداة بيد قادة المليشيات.
أدلة دامغة
وختم العماد منشوره بتأكيد أنه يمتلك كل الأدلة التي تثبت صحة ادعاءاته، قائلاً: "كل شيء مثبت بالرسائل والصور وغيرها من القرائن"، مما يطرح تساؤلات حقيقية حول مصير هذه الفضيحة وما إذا كانت هناك أي نية لمحاسبة هذا المتنفذ وغيره من قادة المليشيات الذين يعيشون في حالة من الاستعلاء على حساب دماء وحقوق الشعب اليمني.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news