أخبار وتقارير
(الأول) غرفة الأخبار:
في تطور مفاجئ ومليء بالإشارات السياسية، أعلنت جماعة الحوثي وقف هجماتها على إسرائيل وعلى السفن في البحر الأحمر، في خطوة وصفتها مصادر مطلعة بأنها “رسالة مباشرة إلى حركة حماس”، بعد ما يقارب عامين من التصعيد العسكري الذي رفع مستوى التوتر في واحد من أكثر الممرات المائية حساسية في العالم.
وقالت الجماعة في بيان مقتضب إن قرارها “يأتي في سياق مراجعة مسار العمليات المرتبطة بإسناد غزة”، في إشارة إلى الهجمات التي شنتها خلال العامين الماضيين بصواريخ وطائرات مسيّرة ضد أهداف إسرائيلية وسفن تجارية وعسكرية، كانت تصفها بأنها “عمليات نصرة للمقاومة الفلسطينية”.
ومنذ أواخر عام 2023، شنّ الحوثيون عشرات الهجمات باستخدام المسيّرات والصواريخ متوسطة المدى، استهدفت موانئ إسرائيلية وسفنًا مرتبطة بها في البحر الأحمر وبحر العرب، وأعلنت الجماعة حينها أن تلك العمليات تأتي “ردًا على العدوان الإسرائيلي على غزة”.
الهجمات الحوثية أثارت آنذاك أزمة دولية واسعة، دفعت الولايات المتحدة وبريطانيا إلى تشكيل تحالف بحري لحماية الملاحة الدولية، ونفّذت واشنطن ضربات جوية وصاروخية ضد مواقع حوثية في صنعاء والحديدة وصعدة.
وقرار وقف الهجمات، الذي لم يصدر عنه تعليق من الجانب الإسرائيلي حتى الآن، يُعدّ تحولًا لافتًا في الخطاب الحوثي، خصوصًا بعد سلسلة من الضربات التي استهدفت قيادات ميدانية للجماعة خلال الأشهر الماضية.
ويرى مراقبون أن الخطوة قد تعكس ضغوطًا داخلية وإقليمية على الجماعة لإعادة ضبط تحركاتها العسكرية، خصوصًا بعد اتساع دائرة الانتقادات التي حمّلتها مسؤولية تدهور الوضع الإنساني في اليمن وعرقلة الملاحة الدولية.
ومصادر سياسية ربطت إعلان الحوثيين بما وصفته بمحاولة إرسال “إشارة مصالحة” إلى حركة حماس، بعد تراجع مستوى التنسيق بين الجانبين خلال الأشهر الأخيرة، في ظل تغير أولويات القوى الإقليمية وانحسار الدعم الإيراني إثر الحرب على غزة.
ويعتقد محللون أن الإعلان الحوثي لا يعني تخلي الجماعة عن خطابها العدائي ضد إسرائيل، بقدر ما يمثل محاولة تهدئة ظرفية تمهيدًا لإعادة ترتيب أوراقها داخليًا، وربما فتح نافذة جديدة للحوار مع أطراف دولية وإقليمية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news