في تصعيد غير مسبوق يُنذر بتدهور أوضاع الحريات في المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي، كشفت مصادر صحفية وحقوقية اليوم عن حملة اعتقالات استهدفت شخصيتين بارزتين في المشهد السياسي والأكاديمي اليمني.
فقد تم اقتياد الدكتور حمود العودي، أستاذ علم الاجتماع بجامعة صنعاء، والمهندس عبدالرحمن العلفي، الأمين العام للتحالف المدني للسلم، إلى جهة مجهولة بعد استدعائهما من قبل جهاز الأمن والمخابرات التابع للجماعة، فيما دهم مسلحون مقر مركز أبحاث يرأسه الدكتور العودي وصادروا محتوياته.
تفاصيل الاعتقالات:
وبحسب المعلومات الموثقة، استدعى جهاز الأمن والمخابرات الحوثي صباح اليوم كلًا من الدكتور حمود العودي والمهندس عبدالرحمن العلفي للحضور إلى مقره في العاصمة صنعاء. وفور وصولهما، تم احتجازهما على الفور، ومنذ ذلك الحين انقطع كل اتصال معهما، ولا تزال مصيرهما مجهولاً حتى اللحظة، مما أثار مخاوف بالغة بشأن سلامتهما.
وفي تطور لاحق وخطير، داهم مسلحون يرتدون ملابس مدنية تابعون للجماعة، ظهر اليوم، مقر "مركز دال للدراسات الاجتماعية" الذي يترأسه الدكتور العودي. ويقع المركز في الطابق الأول من منزله الكائن في حي حدة السكني الراقي بالعاصمة.
قام المسلحون باعتقال السكرتير التنفيذي للمركز، السيد أنور خالد شعب، واقتياده إلى وجهة غير معلومة، قبل أن يقوموا بعملية مصادرة واسعة شملت أجهزة الكمبيوتر المحمولة، أجهزة التخزين، أرشيفًا من الأبحاث والكتب، بالإضافة إلى مقتنيات شخصية من منزل الدكتور العودي.
من هم الضحايا؟
الدكتور حمود العودي:
يُعد أحد أبرز الأصوات الأكاديمية والثقافية في اليمن، وأستاذًا متميزًا في علم الاجتماع بجامعة صنعاء. اشتهر الدكتور العودي بمواقفه الوطنية وأدواره المحورية في الحياة السياسية والاجتماعية، حيث شارك في الحوارات الوطنية المتعددة وكان من أبرز الداعين إلى السلام والديمقراطية. يُعتبر مركز "دال للدراسات الاجتماعية" الذي أسسه منارة للفكر والبحث العلمي المستقل، مما يجعله هدفاً محتملاً للقوى التي تسعى لإسكات الأصوات النقدية.
المهندس عبدالرحمن العلفي:
يشغل منصب الأمين العام للتحالف المدني للسلم والمصالحة الوطنية، وهو تحالف يضم عددًا من الأحزاب والشخصيات المدنية التي تعمل من أجل وقف الحرب وتحقيق السلام الشامل. يُعد العلفي من أبرز النشطاء المدنيين الذين يتعرضون لضغوط مستمرة بسبب أنشطتهم السياسية السلمية. ومما يزيد القلق بشأن مصيره أنه يعاني من حالة صحية متدهورة، وقد تم منعه في أكتوبر من عام 2023 من السفر للخارج لتلقي العلاج الضروري عبر مطار صنعاء الدولي، في خطوة وُصفت بأنها "عقاب جماعي".
سياق ودلالات:
تأتي هذه الاعتقالات في سياق حملة قمع متصاعدة تشنها جماعة الحوثي ضد النشطاء السياسيين، والحقوقيين، والأكاديميين، والصحفيين، في محاولة واضحة لتضييق الخنق على الحريات الأساسية وإسكات كل الأصوات المعارضة.
ويُنظر إلى استهداف شخصيات بحجم الدكتور العودي والمهندس العلفي على أنه رسالة تهديد مباشرة للمجتمع المدني والأوساط الأكاديمية المستقلة.
وتثير هذه الحادثة موجة من القلق والاستنكار المحلي والدولي، مع مطالبات متكررة من المنظمات الحقوقية بضرورة الإفراج الفوري عن المعتقلين، وضمان حماية الحريات الأكاديمية والفكرية، ووضع حد لسياسة الإفلات من العقاب التي تمارسها الجماعة في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news