عجز الحكومة الشرعية عن دفع مرتبات الموظفين للشهر الرابع على التوالي
قبل 6 دقيقة
يشهد الشارع اليمني حالة متصاعدة من الاستياء الشعبي جراء استمرار عجز الحكومة الشرعية عن صرف مرتبات موظفي الدولة للشهر الرابع على التوالي، في ظل أوضاع اقتصادية ومعيشية تتزايد صعوبة وتعقيدًا يومًا بعد يوم.
ففي الوقت الذي أعلنت فيه الحكومة وقيادة البنك المركزي اليمني عن حزمة من الإجراءات الاقتصادية التي أسهمت في تحقيق تحسن نسبي لقيمة الريال اليمني أمام العملات الأجنبية، وجد آلاف الموظفين أنفسهم أمام انتكاسة معيشية قاسية تمثلت في توقف صرف مرتباتهم، التي تُعد مصدر دخلهم الوحيد لتغطية احتياجاتهم واحتياجات أسرهم الأساسية.
ورغم المؤشرات الإيجابية التي رافقت تلك الخطوات الحكومية على المستويين المالي والاقتصادي، فإن غياب المرتبات عن موظفي الدولة جعل هذا التحسن المعلن فاقدًا لأثره الملموس في حياة المواطنين، خصوصًا مع عودة أسعار السلع الغذائية والاستهلاكية إلى الارتفاع التدريجي مرة أخرى.
إن عودة ارتفاع الأسعار بالتزامن مع انقطاع المرتبات يتناقض مع التصريحات الحكومية المتكررة بشأن تحقيق الاستقرار الاقتصادي وتحسين الوضع المعيشي للمواطنين، وفي مقدمتهم الموظفون الذين لا يزالون يدفعون ثمن السياسات المالية دون أن يلمسوا نتائجها الموعودة على أرض الواقع.
وفي ظل هذه الأوضاع المتردية، يترقب الموظفون بقلق أي بوادر انفراج للأزمة، وسط دعوات متزايدة للحكومة بضرورة الإسراع في صرف المرتبات وتقديم حلول عملية تضمن استدامة دفعها، باعتبارها حقًا أساسياً لا يحتمل التأجيل أو المساومة.
وعلى قيادة الحكومة الشرعية أن تدرك أن استمرار أزمة المرتبات دون حلول عاجلة يفاقم معاناة الموظفين المعيشية، ويوسع نطاق الاحتجاجات، ويهدد بتعطيل المكاتب والمنشآت الحكومية، وفي مقدمتها القطاعات التعليمية. فنجاح أي سياسة اقتصادية لا يُقاس بالأرقام والمؤشرات فحسب، بل بمدى انعكاسها على حياة المواطنين وقدرتهم على تلبية احتياجاتهم الأساسية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news