"عملية ومكر أولئك هو يبور".. مسرحية حوثية جديدة تكشف إفلاس المليشيا وسقوط أكاذيبها أمام الحقيقة
قبل 24 دقيقة
مرة أخرى، تُطلّ عصابة الحوثي الإرهابية على الشعب اليمني بمسرحية جديدة تحت عنوان "عملية ومكر أولئك هو يبور"، محاولةً إعادة إنتاج مشاهد مكرّرة من الأكاذيب والافتراءات التي دأبت على ترويجها منذ سنوات، لتبرير القمع وتكميم الأفواه وتلميع وجهٍ دمويٍّ فقد كل مقومات الشرعية والإنسانية.
فهذه الجماعة التي لا تعرف سوى لغة العنف والهيمنة، تواصل استخدام أساليبها المضلِّلة لبث الخوف والارتياب، وخلق أعداء خارجيين وهميين بهدف صرف أنظار المواطنين عن الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها يوميًا في مناطق سيطرتها.
الزعم الأخير حول "كشف غرفة عمليات مشتركة" ليس إلا وسيلة دعائية بالية تهدف إلى تضليل الرأي العام المحلي والدولي. فكل ما يُروَّج من بيانات مصطنعة لا يتعدى كونه أداة لتبرير البطش المستمر بحق الصحفيين والمعارضين والناشطين، وإعطاء مبرر زائف لحملات الاعتقال التي لم تتوقف يومًا.
وكالعادة، تعتمد الجماعة في هذه المسرحيات على "اعترافات" تُنتزع من المختطفين تحت وطأة التعذيب الجسدي والنفسي، في مشهد مأساوي يعكس مدى استخفافها بالقانون والكرامة الإنسانية. وقد وثّقت منظمات حقوقية يمنية ودولية مئات الحالات التي تؤكد أن تلك الاعترافات لم تكن سوى نتيجة للإكراه والتهديد داخل سجون الحوثيين السرية، بما في ذلك سجون تُحتجز فيها نساء في ظروف لا إنسانية.
إن أي اعتراف يتم دون وجود محامٍ أو محاكمة علنية يُعد باطلًا قانونًا وحقوقيًا، وبالتالي فإن ما تسوقه الجماعة من قصص وبيانات لا يملك أدنى قيمة قانونية أو أخلاقية. والهدف الحقيقي من هذا النمط من البيانات هو ترسيخ الحكم القمعي واستمرار الإرهاب الفكري والسياسي الذي تمارسه الميليشيا ضد كل من يجرؤ على قول الحقيقة أو فضح فسادها.
أما توقيت البيان فهو في حد ذاته رسالة واضحة تكشف نوايا الجماعة. فإعلانه يأتي في خضم تصاعد الضغوط الدولية على الحوثيين بسبب سجلهم الحافل بالانتهاكات الإنسانية، ما يجعل من هذه "العملية" محاولة بائسة للالتفاف على الانتقادات الدولية وتخفيف حدتها عبر خلق سردية جديدة عن "مؤامرات خارجية" مختلقة.
فبدلًا من الاعتراف بجرائمهم أو السعي لإصلاح واقع الانتهاكات، يهرب الحوثيون إلى الأمام عبر تضليل إعلامي محكم يهدف إلى إرباك الرأي العام وتزييف الوعي الجمعي.
البيان الأخير يدخل ضمن سياق تصعيد دعائي معتاد تستخدمه الجماعة كلما شعرت باقتراب ساعة المحاسبة. فمنذ نشأتها، اعتادت هذه الميليشيا أن ترفع منسوب خطابها العدائي أو تقوم بعمليات استفزازية كلما ازدادت عليها الضغوط الدولية، في محاولة لتعقيد المشهد والهروب من المساءلة.
إلا أن العالم بات اليوم أكثر وعيًا بهذه الأساليب، والمنظمات الحقوقية لم تعد تنطلي عليها تلك المسرحيات الرديئة.
إن المجتمع الدولي مطالب اليوم بالتحرك الجاد لاستخدام الآليات الفاعلة لوقف جرائم الحوثيين، عبر مجلس حقوق الإنسان أو مجلس الأمن وفق الفصل السابع، لضمان محاسبة المسؤولين عن التعذيب والاعتقالات والانتهاكات التي طالت الآلاف من المدنيين. فسكوت العالم عن هذه الجرائم لن يؤدي إلا إلى مزيد من القهر والمعاناة.
إن ما تسميه العصابة الإرهابية "عملية ومكر أولئك هو يبور" ليس سوى عنوان جديد لمسرحية قديمة فقدت حبكتها وممثليها ومصداقيتها. فالمكر القائم على الكذب والخداع لا يمكن أن يدوم، ومهما حاولت هذه العصابة إخفاء جرائمها خلف ستار الدعاية الزائفة، فإن الحقيقة ستبقى أقوى من كل أدواتهم الإعلامية، وسيبور مكرهم كما بور كل ما نسجوه من أكاذيب على مدى سنوات حكمهم الظلامي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news