انتقد السياسي اليمني عبدالملك المخلافي، العضو المؤسس للمؤتمر القومي العربي، بشدة السماح لزعيم جماعة الحوثي عبدالملك الحوثي بإلقاء كلمة في الدورة الرابعة والثلاثين للمؤتمر المنعقدة في بيروت، واصفاً ذلك بأنه "مهزلة كبرى وانحراف خطير عن مبادئ المؤتمر وأهدافه".
وقال المخلافي -في بيان نشره على حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي- إن المؤتمر القومي العربي "فقد بوصلته منذ عام 2015 بعد انحيازه لمشاريع طائفية وإقليمية معادية للأمة العربية.
وأكد أن المؤتمر "تخلى عن المشروع الحضاري العربي الذي تأسس عليه، وبات أداة بيد قوى تمزق النسيج العربي وتخدم المشروع الإيراني في المنطقة".
وحسب المخلافي فإن المؤتمر الذي تأسس عام 1990 في تونس، بمشاركة خمسين شخصية عربية من مختلف التيارات القومية والفكرية، كان يهدف إلى الدفاع عن مبادئ الوحدة، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، والاستقلال الوطني، والتنمية المستقلة، والأصالة الحضارية، لكنه "انحرف عن هذه الثوابت وأصبح أسير أجندات خارجية ومواقف انتقائية".
وقال "لم يعد يحظى بقبول العواصم العربية كما كان في السابق، بعدما فقد استقلاليته وتحوّل إلى منبر للانقسام"، لافتاً إلى أنه لم ينعقد منذ سنوات إلا في بيروت، بعد أن كانت عواصم عربية عدة تتسابق لاستضافته.
وأضاف "ما لم يخطر ببال أحد، أن يأتي يوم يقف فيه رجل طائفي سلالي عنصري كهنوتي انقلابي – لا شرعية له في وطنه – خطيباً أمام المؤتمر، وهو الذي خاضت مليشياته منذ عام 2004 حروباً متواصلة ضد الدولة والشعب، وقتل عشرات الآلاف من أبناء وطنه، ودمر مؤسسات الدولة، ومزّق الوحدة الوطنية، وتسبب في حروب إقليمية".
واعتبر ذلك "إهانة لليمنيين واستهتاراً بدمائهم، إذ أن الحوثي لا يمثل سوى مشروع الكهنوت والعنف والانقسام، وتتحمل جماعته مسؤولية قتل الآلاف وتدمير مؤسسات الدولة وتشريد الملايين".
لم يبق من المؤتمر القومي العربي اليوم إلا الاسم وبعض المتنفذين من قادته وأعضائه السابقين، أما العضوية فقد تغيرت في معظمها بعد العام 2015، ويمكن لمن يشاء مراجعة قوائم العضوية السابقة ليعرف الفرق بين مرحلتين: مرحلة المبادئ، ومرحلة الانحراف.
وأكد المخلافي تمسكه بمبادئ المشروع القومي العربي وبالثوابت الوطنية اليمنية، قائلاً: "كنت وسأظل قومياً عربياً وجمهورياً يمنياً، مؤمناً بثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر، وضد الإمامة والكهنوت والمليشيا الحوثية، ومع الدولة والشرعية والقانون".
وتابع "المؤتمر القومي العربي لم يعد ذلك الإطار الجامع الذي حلم به مؤسسوه، بل أصبح انعكاساً لحالة التمزق العربي التي كان يفترض أن يقف ضدها".
وختم المخلافي بيانه بالقول "إن ما جرى يمثل انحرافاً كاملاً عن مبادئ المؤتمر القومي العربي ومرجعيته التاريخية، ومؤشراً على فقدانه لدوره الريادي الذي تأسس من أجله قبل أكثر من ثلاث عقود".
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news