تأجيل بيان الداخلية يكشف مأزق العصابة بعد أنباء مصرع عبدالكريم الحوثي
أثار البيان الذي أعلنت وزارة الداخلية التابعة لعصابة الحوثي عن نيتها إصداره مساء أمس حالة واسعة من الترقب في الأوساط اليمنية، بعد توقعات بأن يكون بمثابة إقرار غير مباشر بمصرع منتحل صفة وزير الداخلية المدعو عبدالكريم الحوثي.
غير أن العصابة، وبعد ساعات من الانتظار، أجلت البيان إلى عصر السبت، لتفاجئ الجميع بأن محتواه سيكون مختلفًا تمامًا عما كان متوقعًا، حيث تحدثت عن ما أسمته بـ"إنجاز أمني"، في خطوة اعتبرها مراقبون محاولة للهروب من الاعتراف بمقتل أحد أبرز قياداتها الأمنية، وتجنّبًا لهزة داخلية محتملة في صفوف أنصارها.
ويرى مراقبون أن حالة الارتباك داخل صفوف الحوثيين تعكس إدراك الجماعة لحجم التأثير المعنوي الذي قد يُحدثه إعلان كهذا في أوساط أنصارها، خصوصًا بعد الانقسامات والتصدعات التي شهدتها عقب مقتل منتحل صفة رئيس أركانها، المدعو محمد الغماري، في وقت سابق. ولهذا لجأت إلى إصدار بيان تعبوي بديل هدفه رفع معنويات أنصارها وإظهار نفسها في موقع القوة، وليس الضعف.
وأشار محللون إلى أن أسلوب التلاعب الإعلامي الذي تمارسه العصابة منذ يوم أمس يندرج ضمن سياسة دعائية مقصودة لإبقاء المجتمع في حالة توتر وترقب دائمين، بما يسهل عليها فرض السيطرة النفسية والتعبئة الفكرية.
ويؤكد المراقبون أن هذه الممارسات تكشف عقلية استبدادية ومتعالية في إدارة المشهد العام، وتعكس ذهنية العصابة المنفصلة عن هموم الشعب اليمني ومعاناته اليومية، في وقت يرزح فيه ملايين اليمنيين تحت أعباء الفقر والجوع وانعدام المرتبات.
وكانت مصادر إعلامية وناشطون قد تداولوا منذ الغارة الإسرائيلية التي استهدفت اجتماعًا لقيادات حكومة الحوثيين في العاصمة المختطفة صنعاء قبل أيام، أن منتحل صفة وزير الداخلية التابعة للعصابة، المدعو عبدالكريم الحوثي، يُعد من أبرز القيادات التي يُرجح مصرعها في القصف.
وتعززت هذه الترجيحات بعد إعلان ناشطين حوثيين مصرع نجل عبدالكريم الحوثي ومرافقه الشخصي في ذات الغارة، وسط صمت رسمي وامتناع عن إصدار أي بيان توضيحي، ما أثار شكوكًا واسعة حول مصير الوزير الحوثي ووجود ارتباك داخل صفوف الجماعة في التعامل مع الحدث.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news