اليمن الاتحادي/ متابعة خاصة:
في تطور خطير يكشف جانباً جديداً من أساليب التمويه التي تمارسها جماعة الحوثي، أصدرت منصة «فرودويكي» (FraudWiki)، في الثاني من نوفمبر 2025، تقريراً استراتيجياً بعنوان «القناة الجوية الموازية – بؤرة تهديد أمني واستغلال الغطاء الإنساني: مطار صنعاء نموذجاً»، أعدّه الخبير الأمني الدكتور عبدالقادر الخراز، كاشفاً بالأدلة والوقائع الميدانية كيف تحوّل مطار صنعاء الدولي، الخاضع لسيطرة الميليشيا، من منفذ إنساني إلى شبكة لوجستية سرية تخدم المجهود الحربي للحوثيين.
رصد ميداني دقيق في بيئة محفوفة بالمخاطر
التقرير الذي نُشر على منصة #FraudWiki، جاء ثمرة جهد ميداني استمر أكثر من ثلاثة أشهر (من 21 يوليو حتى 29 أكتوبر 2025)، نفّذته فرق حملة #لن_نصمت و #وين_الفلوس، في ظروف أمنية بالغة الصعوبة، لرصد حركة الطيران من وإلى مطار صنعاء.
ووفقاً للنتائج، فقد تم توثيق نمط ثابت لرحلات جوية غير مدرجة في الجداول الرسمية لرحلات الأمم المتحدة، ما يؤكد وجود ما وصفه التقرير بـ«قناة جوية موازية» تُدار بعيداً عن أي إشراف دولي أو رقابة إنسانية حقيقية.
رحلات إنسانية تتحول إلى دعم عسكري
التقرير كشف أن الغطاء الإنساني الذي يُفترض أن يخدم المرضى والجرحى والمحتاجين، جرى استغلاله بشكل مباشر لخدمة الأهداف العسكرية للحوثيين.
فقد رُصدت سبع رحلات شحن شهرياً استخدمت لنقل أكثر من 50 جريحاً من مقاتلي الميليشيا، أغلبهم أصيبوا في ضربات عسكرية إسرائيلية. واعتبر التقرير هذا النشاط تحويلاً ممنهجاً لعمليات الإجلاء الطبي إلى دعم لوجستي عسكري، يكرّس المطار كجزء من منظومة الحرب لا كمنفذ إنساني.
تهريب أفراد وشحنات خارج الرقابة
وبحسب البيانات الميدانية، سهّلت هذه القناة الجوية نقل 2,760 شخصاً وقرابة 1,206 أطنان من الشحنات غير الخاضعة للتفتيش الدولي خلال الفترة ذاتها، في مخالفة واضحة للضوابط الأممية.
ويحذر التقرير من أن هذا الحجم الكبير من التحركات غير المعلنة يكفي لتغذية شبكة لوجستية عسكرية متكاملة، وقد يتيح تسلل خبراء عسكريين من إيران أو حزب الله إلى داخل الأراضي اليمنية، تحت غطاء “موظفين إنسانيين” أو “فنيين في منظمات دولية”.
ابتزاز وتواطؤ تحت مظلة العمل الإنساني
أخطر ما ورد في التقرير هو التواطؤ الممنهج الذي رُصد داخل بعض العمليات الجوية الأممية، إذ أشار إلى حادثة نقل موظفة أردنية تعمل في منظمة اليونيسف بعد احتجازها من قبل الحوثيين، ضمن ما وصفه التقرير بأنه “ابتزاز سياسي موثّق” استخدم لإجبار المنظمات على التعاون أو الصمت.
واعتبر التقرير أن ما يجري هو “تواطؤ خطير” يقوّض حيادية العمل الإنساني، ويحوّله إلى أداة ضغط سياسي تمكّن الميليشيا من التحكم في الممرات الجوية دون مساءلة.
تحذيرات ودعوات للتحقيق الدولي
في ختام التقرير، دعت منصة فرودويكي إلى فتح تحقيق دولي عاجل ومستقل حول نشاط مطار صنعاء، وفرض آلية تفتيش ومراقبة أممية مشددة على جميع الرحلات الجوية التي تمر عبره، لضمان عدم استغلال الغطاء الإنساني في تهريب الأفراد أو المعدات أو تمويل الأنشطة العسكرية.
وأكدت المنصة أن استمرار هذا الوضع يشكّل تهديداً مباشراً للأمن الإقليمي والدولي، ويمثّل خرقاً صريحاً لكل المواثيق الدولية المنظمة للعمل الإنساني والإغاثي.
ويُعد هذا التقرير الأول من نوعه الذي يربط بين الرحلات الإنسانية المشبوهة وبين أنشطة لوجستية سرية تخدم الميليشيا الحوثية، ليضيف بعداً جديداً إلى ملفات الفساد والاستغلال السياسي للمساعدات الدولية في اليمن.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news