نكبة الجنوب.. حين انتصرت فوهة البندقية على حلم الدولة

     
عدن تايم             عدد المشاهدات : 38 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
نكبة الجنوب.. حين انتصرت فوهة البندقية على حلم الدولة

لو أن الجنوبيين ليلة الاستقلال في 1967م لم يربطوا هويتهم بهوية اليمن المفروضة عليهم حينذاك، فمن المرجح أن كثيرًا من الصراعات التي حدثت لاحقًا، والعواقب الناتجة عنها، كانت ستأخذ منحى مختلفًا وربما أقل حدة أو حتى نوعًا آخر من الصراع السياسي المدني.

ربط هوية الجنوب العربي باليمن جاء بقرار سياسي تبنته قيادة الجبهة القومية بدفع من تيارات قومية وعروبية، وساهم هذا الربط في إذابة الكيانات المحلية الجنوبية المتنوعة وفي فرض مشروع توحيدي قسري يحمل أعباء التنافس والصراع، بدلًا من الاعتراف بالخصوصية الجنوبية أو بهوية جنوبية مستقلة.

- أول قرار اتخذته قيادة الجبهة القومية عشية الاستقلال كان إطلاق اسم جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية، وهو ما رسم الخط السياسي للكيان الوليد وأقر ضمنيًا بأن الجنوب جزء من كيان وهمي اسمه اليمن، رغم عدم وجود دولة يمنية موحدة تاريخيًا بهذا المفهوم حتى ذلك الوقت.

هذا الربط أنهى فكرة الكيان الجنوب-عربي المستقل اتحاد الجنوب العربي وفتح الباب لمشاريع وحدة أو توحيد قسري مستقبلاً، وتسبب في تهميش الهويات الجنوبية المحلية لصالح هوية يمنية دخيلة، لم ترَ فيها الأطراف الجنوبية المختلفة نفسها، ما جعل الانقسامات الداخلية أكثر حدة وقابلة للانفجار عند كل أزمة سياسية.

ما لم يُدركه كثيرون أن نكبة الجنوب لم تبدأ عام 1994، بل في نوفمبر 1967، حين انتصرت فوهة البندقية على فكرة الدولة المدنية التعددية، وسِيق الجنوب إلى اليمننة منذ ليلة الاستقلال، لقد أكلت الثورة أبناءها قبل أن تبني وطنهم، ففقد الجنوب روحه الجامعة، واستُبدلت التعددية بشعارات الحزب الواحد، حتى صار الاستبداد يُمارس بلبوس التحرير.

اليوم، لا يحتاج الجنوب إلى ثورة جديدة، بل إلى وعيٍ جديد، وعيٍ يُدرك أن التحرير لا يكتمل إلا حين يتسع الوطن لكل أبنائه، وأن الصوت الواحد، مهما علا، لا يبني أمةً بل يهدمها...... "الثورة التي تأكل أبناءها لا تبني وطنًا، بل تقبره"

3- إسقاط الهوية اليمنية في الجنوب جعل المشروع السياسي محصورًا بين تيارات قومية ويسارية و أخيرًا إسلامية كلها تتبنى خطابات خارجية عابرة للحدود لا تنبع من خصوصيات الجنوب.

هذا التوحيد الإجباري والقمعي أدى إلى صراعات داخلية بين أطراف القيادة وبين قوى المجتمع، وأسال كثيرًا من الدماء في حروب السلطة والانقسامات الحزبية والجهوية التي توالت على مدار السبعينيات والثمانينيات.

لاحقًا، أسس تبني الهوية اليمنية لشرعنة مشروع الوحدة مع اليمن عام 1990، مكرسًا بذلك مسارًا جديدًا من الأزمات المرتبطة بإعادة إنتاج التهميش والتنازع حول الموارد والهوية والمصالح.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

السعودية تعيد قيادات “الإصلاح” إلى الإقامة الجبري

العاصفة نيوز | 531 قراءة 

السعودية تُرحّل غالبية المقيمين من ثلاث جنسيات نهائيًا

صوت العاصمة | 377 قراءة 

شاهد صورة للمراهق الحوثي الوريث للحركة الذي أصبح برتبة لواء بعد مقتل والده

يمن فويس | 347 قراءة 

الداعري: هل سيكون محافظ المهرة أول المقالين والمحالين للتحقيق؟!

مراقبون برس | 331 قراءة 

رئيس الحكومة يعلن موقفه من امتناع محافظ المهرة توريد الايرادات الى البنك المركزي بعدن

كريتر سكاي | 319 قراءة 

حادث جديد: اشتعال النيران في باص نقل دولي والركاب ينجون بأعجوبة

نيوز لاين | 319 قراءة 

مالك شركة صقر الحجاز يرفض تعويض أسر الضحايا في كارثة احتراق باص النقل الجماعي في أبين

يمن فويس | 249 قراءة 

قوات تابعة للإمارات تعتقل قائد لواء ضبه المقدم ركن بحري ماجد العوبثاني

الموقع بوست | 247 قراءة 

تراجع الريال اليمني أمام العملات الأجنبية صباح الأحد

نيوز لاين | 236 قراءة 

ماحقيقة تعيين القائد مصلح الذرحاني قائدا لوحدة مكافحة الا ر هاب في عدن؟

كريتر سكاي | 217 قراءة