بعد وقف إطلاق النار في غزة، هل سيهاجم الحوثيون السعودية؟
المنظور الدولي
قال تحليل نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت للكاتب آري هاستين إنّ "الحوثيين يواجهون لحظة مفصلية تتقاطع فيها أزمات اقتصادية وسياسية وعسكرية تهدد بقاءهم. فبعد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، فقدت الجماعة أحد أهم مصادرها لتعبئة الشارع اليمني وتثبيت شرعيتها تحت شعار المقاومة."
وأضاف التحليل أن "التحدي الاقتصادي هو الأخطر، إذ تتعرض المناطق الخاضعة للحوثيين لانكماش حاد بسبب الضربات الإسرائيلية التي استهدفت البنية الاقتصادية الحيوية، وتزايد العقوبات الأمريكية، وتراجع المساعدات الإنسانية، ما جعل السكان يعيشون تحت وطأة ضرائب ثقيلة في ظل غياب مؤسسات حكم فعّالة."
وأشار إلى أنّ "العجز عن إدارة الاقتصاد يعود إلى طبيعة النظام الحوثي ذاته، الذي بنى سلطته على السيطرة الأيديولوجية وتفكيك المؤسسات العامة لصالح شبكة اقتصادية تابعة له. فالنظام لم يُصمم للحكم، بل لتغذية مشروع ديني راديكالي يمتص موارد الدولة."
وأوضح التحليل أنّ "سعي الجماعة المحموم وراء الإيرادات شكّل مسارها في السنوات الأخيرة. ففي 2020 و2021، حاولت السيطرة على محافظة مأرب الغنية بالنفط، لكنها فشلت عسكرياً، ثم لجأت إلى دبلوماسية الإكراه عبر الضغط على السعودية للحصول على أموال مقابل التهدئة. وخلال مفاوضات الرياض-صنعاء، رفعت الجماعة سقف مطالبها تدريجياً حتى شعرت الرياض، الباحثة عن إنهاء حرب مكلفة، بأنها مضطرة لتقديم تنازلات."
وذكر التحليل أنّ "تلك المفاوضات توقفت بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، حيث انضمت الجماعة إلى محور المقاومة الإيراني وشاركت في حرب متعددة الجبهات ضد إسرائيل. ومع تصاعد الرد الأمريكي والإسرائيلي، تكبد الحوثيون خسائر فادحة في الأصول والبنية التحتية."
معتبراً أن "التحول الأخير في لهجة الحوثيين تجاه السعودية يعكس محاولة لابتزاز جديد، إذ أطلقت الجماعة تهديدات متكررة عبر إعلامها تطالب فيها الرياض بالدفع أو مواجهة هجمات جديدة. ومع ذلك، فإن أي مواجهة مفتوحة مع المملكة قد تُضعف الحوثيين أكثر، إذ لم يعد الدعم الإيراني والغطاء الدولي كما كان في السابق."
وأضاف التحليل أنّ "خياري الحرب أو الاتفاق مع السعودية كلاهما محفوفان بالمخاطر؛ فالحرب قد تفتح جبهة مدمرة، والاتفاق سيجبر الجماعة على القبول بشروط أدنى بكثير من تلك التي كانت مطروحة في 2023، وهو ما يتنافى مع طبيعتها التصعيدية."
وخلص التحليل إلى أنّ "النظام الحوثي، رغم إظهاره لأسلحة جديدة، يبدو هشاً ويعيش حالة من المراوحة بين المواجهة والابتزاز. ومن المرجح أن يلجأ إلى استفزازات محدودة للحفاظ على المعنويات الداخلية ومنع خصومه من استغلال ضعفه، مع تبني استراتيجية أقرب إلى النموذج الكوري الشمالي، تقوم على السيطرة المطلقة في الداخل والانخراط الخارجي عبر شبكات اقتصادية وأمنية مشبوهة."
لقراءة المادة الأصلية:
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news