الجنوب اليمني: خاص
تعيش محافظة شبوة اليوم حالة معقدة من الصراع على الهوية والإدارة، حيث تحولت مؤسساتها الأمنية والعسكرية إلى تحت سيطرة قيادات من خارج تربة المحافظة، وبالأخص من محافظة الضالع، مما تسبب في تفاقم التوترات وفقدان الشرعية الاجتماعية لهذه المؤسسات.
ويعكس هذا الوضع أزمة تمثيل حقيقية، إذ أن القرار في شبوة يُدار بواسطة قوى غريبة عن المجتمع المحلي، مما يقوض دور أبناء المحافظة في قيادة وحماية بيئتهم. ويؤدي هذا التحكم الخارجي إلى تحويل إدارة شبوة إلى أشبه بخيوط تُسحب عن بعد، بعيداً عن مطالب وهموم السكان الأصليين.
وبحسب تقرير منشور عبر منصة أبناء أبين وشبوة، فإن الهيمنة على قوات دفاع شبوة تتم عبر توزيع مدروس للمناصب والمفاصل العسكرية الحساسة، ما يخلق شعوراً متزايداً بالغبن لدى الجنود الشبوانيين أنفسهم، الذين يرون انتماءهم المؤسسي يتآكل مع مرور الوقت، وسط فقدان الثقة داخل صفوف المؤسسة العسكرية.
والأمر لا يتوقف عند الجانب العسكري، بل يحمل بُعداً سياسياً عميقاً، إذ أن شبوة تُعتبر ركيزة أساسية في النسيج الجنوبي، ومنح القرار لأطراف خارجية يُشكل تناقضاً صارخاً مع شعار الدفاع عن الجنوب وحقوق أبنائه، ويزيد من الخلافات والانقسامات الداخلية.
ويخلُص التقرير إلى أن استمرار هذا الوضع ينذر بخطر مزيد من التمزق الاجتماعي والسياسي في شبوة، حيث يشكل التحكم الخارجي اختباراً حقيقياً لمفهوم العدالة والتمثيل في الجنوب، مؤكداً أن تجاهل هذه التحديات يبعد المحافظة تدريجياً عن هويتها ومستقبلها الوطني.
مرتبط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news