قُتل نجله الشاب "محمد"، بعد الاعتداء عليه، وإحراق منزله، في أحد الأحياء السكنية بالعاصمة صنعاء، الخاضعة بقوة السلاح لجماعة الحوثي، المصنفة دولياً في قوائم الإرهاب، من قبل مسلحين مسنودين بنافذين، وذلك في مارس/ أذار الماضي.
الدكتور "عبدالرحمن مجلي"، ظهر في مقطع مصور على صفحته في "فيسبوك"، وهو يبكي دماً ودموعاً لا تتوقف، على فلذة كبده "محمد"، مترحماً عليه، متعهداً أنه لن يترك حقه مهما كلفه الأمر.
الأب المكلوم، والذي جسد حقيقة قهر الرجال، الذي اضطر بمرارة إلى البكاء، وإبلاغ الرأي العام عمّا تعرض له "ابنه" من غدر، وقتل، وإحراق للمنزل، وصولاً إلى محاولات تبرئة المتهمين، الذين يخرجون تباعاً من المحاكمة، كونهم ليسوا وحيدين، إنما وراءهم من يسندهم.
في الفيديو الأخير له، والذي أوجد حالة من الحزن لدى كل من شاهده وتابعه، في وسائل التواصل الاجتماعي، وقد ظهر، وهو يخاطب ولده بقوله: "غدروني يا ولدي، شلوك، قتلوك، وسرقوا بيتك وحرقوه، وقهروا قلبي".
وأضاف مقسماً: "والله العظيم، وأقسم بالله، ما أفلت حقك، لو انقلبت الدنيا رأساً على عقب، حقك سآخذه"، مشيراً إلى أنه بعد أن قهروه في قتل ولده محمد عبدالرحمن، وسطوا على منزله، وأحرقوه، وفجروه، لجأ إلى القانون.
مع ذلك، وفق ما كتب، أنه بعد أن لجأ إلى القضاء، قبض عليه، ليفرج عنه لاحقاً، بعد أن تعرض للاعتداء، بغرض إسكاته عن حقه ودم ابنه، مؤكداً أنه بخير، و"لن يسكت.. وبينه والمجرمون القانون".
"بران برس"، تتبع تفاصيل الجريمة، التي أودت بحياة نجل الدكتور عبدالرحمن مجلي، الشاب محمد، الذي كان يدرس في المستوى الأول، نظم معلومات، في الجامعة الإماراتية الدولية، والذي توفي بعد أيام من الاعتداء عليه، حيث ظل في العناية المركزة في أحد مشافي صنعاء، وذلك في مفتتح أبريل الماضي.
يقول والده، والذي ما زال يبحث عن الإنصاف، وإنزال العقاب الشرعي بحق المتهمين بقتله وسرقة منزله ثم إحراقه وتفجيره، أن آخر كلمة لـ "محمد"، كانت "غدروني"، قالها وهو "يحتضر".
ويضيف: "هذه الكلمة ستظل تلاحق كل من تسبب بأذيته وقتله غدراً، والسطو على منزله وسرقته وإحراقه وعلى الباغي تدور الدوائر".
وعن ملابسات الجريمة، أكد في منشور على منصة "فيسبوك"، أن ولده محمد أصيب إصابة بالغة في الرأس"، مشيراً إلى أن الإصابة وقعت بعد سرقة المنزل، وإحراقه، وأنه توفي بعد رقوده أياماً في العناية المركزة.
وذكر أن ما حصل لولده، بيد الجهات المعنية، مؤكداً أنه يحتفظ بالتفاصيل، حتى تأخذ العدالة مجراها وفقاً للقانون، مضيفاً مخاطباً متابعيه: "فقط أحتاج تضامنكم وادخركم لليوم العصيب، لأنكم لن تسكتوا، وأنا لن أسكت عمن تسببوا في أذيته وموته".
وطيلة الأشهر الماضية، ظل "عبدالرحمن مجلي" يتابع قضية ولده، لدى الجهات المعنية في صنعاء وصولاً إلى المحاكمة، بحثاً عن العدالة، في صنعاء، التي يتحكم بها قانون الغاب، ورغم أنه لجأ إلى التقاضي، إلاً إن ذلك عرضه للمخاطر.
ففي 12 أكتوبر/ تشرين الماضي، تعرض "مجلي" لمحاولة اغتيال، إذ حاول من يتهمهم، بارتكاب الجريمة البشعة بحق ولده، قتله، بحادث أمام منزله، قال إن باصاً اصطدم به، مشيراً إلى أنه قاوم حينها وتم ضبط الجاني من قبل أحد أٌقسام الشرطة.
ومؤخراً، أشعر أحد المحامين، السلطات القضائية في صنعاء، بالجريمة، البشعة التي تعرض لها الشاب محمد عبدالرحمن مجلي، والذي أشار إلى أنه أحد أبناء مديرية كعيدنة في محافظة حجة، مطالباً باتخاذ الإجراءات القانونية العاجلة.
الإشعار القانوني، قدمه المحامي "محمد علي هادي مؤمن"، شارحاً لتفاصيل ما تعرض له "عبدالرحمن مجلي"، من قتل لولده المغدور، واقتحام للمنزل وسرقته وإحراقه بالكامل، على مرأى ومسمع عدد من الشهود وبعض أفراد الجهات الأمنية والقانونية دون اتخاذ أي إجراء رادع أو فتح تحقيق عادل حتى اللحظة.
وأشار إلى أن ما تعرض له، يُعد انتهاكًا صارخًا للقانون والدستور وحقوق الإنسان، ويقع ضمن نطاق الجرائم الجسيمة، التي تستوجب التحرك الفوري والعاجل، من قِبل النيابة العامة ووزارة الداخلية لضمان تحقيق العدالة وإنصاف المظلومين.
وذكر أنه كذلك تعرض لمحاولة اغتيال، بسبب مطالبته بالعدالة والقصاص، وكان آخرها قبل أيام، حيث تعرض لحالة صدم ودهس وإطلاق نار، نجا منها بفضل الله، وأصيب بعدة طلقات موزعه في جسمه وعدة كسور.
وطالب المحامي، بفتح تحقيق جنائي عاجل وشامل في القضية، وضبط وإحضار جميع الجناة ومن اشترك أو تستر على الجريمة بأي شكل، مع توقيف أي مسؤول أو جهة أمنية ثبت تهاونها أو تقصيرها في أداء واجبها.
كما طالب بحماية أسرة الضحية والشهود، وتأمين الموقع لجمع الأدلة، إضافة إلى نشر نتائج التحقيق للرأي العام لضمان الشفافية والردع العام، مؤكداً الاحتفاظ بحقهم الكامل، في اتخاذ كافة الإجراءات القانونية والقضائية محليًا ودوليًا في حال استمرار التهاون أو التأخير في إنصافنا وتحقيق العدالة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news