لقد قرر الله عقوبتنا مسبقاً، وخلقنا مع الخليجيين في شبه جزيرة واحدة.
بعد التهام قدر رز، يدخل الخليجي تويتر ليبدي رأيه في وحدة اليمن على أنها وهم.
إماراتي متخم وغبي، أو سعودي يعاني التهاب المسالك، أو قطرية قررت أن تكون ليبرالية.
كم أنكم كريهون وأغبياء لا يدرون حقيقة ما هم عليه.
كم أنكم لعنة مدججة بالنقود والظن الجيد بالذات.
ويكون قد كتب تحت صورته: “روائي”.
الفتاة الخليجية من جانبها، تكون قد فرغت من التسوق، وبحاجة للتمتع بجانبها الليبرالي،
فتدخل لتحب يمنياً، وتستعرض مهاراتها في تلخيص أفلام هوليوود،
وتظهر تعاطفها المتعالي مع اليمن، هكذا بنبرة بنت ملك.
كلهم أولاد ملوك متنورين، كلهم كذلك، كلما صادفوا يمنياً.
هي بالتحديد تتأنسن لأجل اليمن، وتتَعاطف مقابل استمالة يمني تعتقد نفسها معه أميرة أغرمت بفلاح.
ألا يخبركم الحدس أنكم مجموعة حمقى يعانون التخمة؟
نحن، إذ يعرف أحدنا نفسه بتوصيف “روائي”, فذلك لأنه أنجز رواية ممتزجة بالدم والعناء والكبرياء.
بوسعكم شراء الأرز والسيارات والسنتيانات الماركة، لكنكم أقل بكثير من الموهبة والتوصيفات الأدبية.
وتوقفوا عن تعريف أنفسكم بهذه المزاجية لمتخمة قررت الوقوع في الحب والتأنق بالتعريفات الفنية.
لو تدرون كم أنكم أغبياء وكسالى ومتكلفون ومتباهون،
وعلى قدر من الصفاقة لسرقة حكاية اليمني وهو يروي كيف واجه الموت وقذارة الجيران.
لا تدّعوا الحب تجاه جنوب الصحراء “اليمن”.
لا أحد يحب ما يذكّره دوماً بنقائصه.
لا ثري يتجشأ رواية، ولن نسمح لكم بسرقة موهبتنا في سرد قصة
“هكذا اكتشفنا فجأة أننا جيران جموع من المتخمين الأغبياء.”
كان قبل سنوات اسمه جاسر الجاسر في صنعاء،
سعودي يذكرك بشوال أرز عطن، وبدأ يظهر دهشته أن هناك كتّاباً في اليمن،
في مقيل حمود منصر، مراسل العربية، وحمود حاذق ومتملق لجلافة الحمار السعودي لأجل وظيفته.
ولم أخبر مدير تحرير صحيفة الرياض أن الموهبة لا علاقة لها بفوارق أسعار الصرف،
وأن كتاباته تذكرني بمحاولاتي في الصف السادس،
وأننا نقول في صالح ما يتخطى جرأة كتاب نيويورك تايمز،
وأننا، وبعد هذه السنوات، نكتب رأينا في جماعة الحوثي من صنعاء،
وأن عبد الملك ليس ديمقراطياً، لكنه يمني، وتلك فضيلته.
وأن اليمنيين يمكنهم وضع البردوني قبالة وجودكم برمته وسنتفوق.
وأننا لسنا حمود على أية حال.
ولا مثقف خليجي محترم كتب مقاربة في الجغرافيا السياسية،
وتحدث عن ما ينبغي وما لا ينبغي بشأن يمن وقع جوار النفط.
أنت مستقر فقط لكون العالم الصناعي ملتزم باستقرار البرميل.
استبعد البرميل يا خليجي، وقل لي ما الذي يتبقى منك؟
أنتم جملة بذيئة تفوه بها قرصان ثمل في العام 1971 على الساحل،
ولأجل ترتيبات وضع بريطانيا العسكري اخترعت “إمارات”.
وبذات الارتجال البريطاني كانت المملكة السعودية،
ووجدت وفقاً لمقترح ضابط طموح اسمه لورانس.
ولقد قال أبي يوماً:
يضحك الناس على الأحمق لازغانهم،
زغن العالم مكتظ بالقهقهات المتهكمة من الخليج الذي يتجول ببلادته ونقوده،
ولكي يتعشى يحجز سلسلة مطاعم، ولكي ينام يحجز فندقاً ويطلب تحويله لجناح ملكي.
وفي الشانزليزيه، قال الجزائري لصديقته: “خليحي وش ديالك أبوه؟”
قالت بفرنسية متهكمة: “دعنا نمرح قليلاً مع كيس النقود.”
وفي السوربون، وقف أستاذ الأدب المعاصر احتراماً لخليجي ظنه من بلاد البردوني،
وعندما بيّن له زميله أن هذا من دولة أخرى، قال أستاذ الأدب:
لكنه يتحدث لغته.
ولقد تناولت عشاءً سيئاً البارحة، وحاولت النوم،
واستيقظوا على صراخي الكابوسي أنني خليجي!
وظلوا يحلفون لي أنني يمني حتى هدأت وعدت للنوم.
وإياك وتناول الأرز في المساء.
أنتم مبعث هزء البشرية.
يمكنك استبعاد مجلة العربي وقل لي: ما الذي قدمته في سبيل العلم؟
وبالتحفظ على الشيكات الموقعة لمجاهدي أفغانستان سيتبقى لك إرث كل جماعات العنف.
وعندما جنحتم للتدين جعلتم له هيئة تجبر الناس على الصلاة،
وبعدها هيئة ترفيه تجبرهم على الرقص.
لا تحولات ولا نمو طبيعي،
مجرد غرافة نفط تتجشأ شيكات وبؤر عنف في الجوار.
ثم هذا العالم الافتراضي، وأنتم فيه مثل صخب قطيع من عجول البحر.
سيدتي في تويتر وهنا،
لا تظهري تعاطفك مع بلادي لأجلي،
ملكك قد اقترف الجريمة التي لن أسمح لك باستخدامها كـ”مياج” لوجهك الليبرالي المتكلف.
لا نحبكم ولن نفعل يوماً.
أنتم مأساتنا ولعنتنا الأبدية، ولا أحد يحب لعنته.
يا إلهي، ما هي حكمتك السماوية من خلقك للخليج؟
كم أنكم عبث يا أبناء الوقود الأحفوري!
كيف تقنع الخليجي أنه مجرد حمار وقعت حوافره على ثروة؟
حسناً، لنعد لفكرة التعميم من عدمها، وأن هناك طيبين وأذكياء.
يا أصدقائي، حتى الطيب يتوهم في اللاوعي أنه الأمير المتعاطف، وهو أفضل على أية حال.
ولنعد لتبسيط الأفكار وجدولة حسابكم مع التاريخ والسياسة والاجتماع:
أنتم آخر الأنظمة العائلية المتبقية في عالم جرّب كله شيئاً اسمه انتخابات، هذا أولاً.
وعسكرياً، وفور تسليم نصف ترليون دولار ثمن أسلحة،
رحتم تصرخون مع أول تهديد إيراني مباشر وتطلبون الحماية،
وكنتم قد فاوضتم الروس على اثني عشر مفاعلاً حتى قهقهت كنيسة القديس بطرس.
وقبلها أنتم أول مغادرة ميدانية في التاريخ العسكري بسبب ضربة توشكا.
وفي النهاية، سيكون تراب اليمن باروداً يسيل في حلوقكم، وسنذيقكم طعم الفولاذ.
في الاجتماع، أنتم نمط يستحق الدراسة،
وفي التحديث تنشئون فرعاً للسوربون واللوفر،
وتتحدثون سياسياً بجهالة ومزاج مدلل غادر الدراسة في صف خامس.
وفي الخلفية، باستوديو قناة الجزيرة، وحيث تناقش الديمقراطية وحقوق الإنسان،
ثمة حياة مختلفة تماماً في قطر وانتهاكات لآدمية المهاجرين في الجوار للواجهة المتأنقة،
حياة ليست مختلفة عن الخليج بقدر ما هي مختلفة عن الأستوديو،
الواجهة التي تخفي نمطاً من القسوة والتكلف.
وفنياً، استبعدوا أبوبكر ومحمد عبده (يمني أيضاً) وعبدالرب إدريس،
والألحان اليمنية التي سرقتموها وادّعيتم أنها خليجية.
ما الذي تبقى منكم فنياً؟!!!
لا بناء للإنسان، وتلك خطيئتكم.
وفي المحصلة، هذا مستوى للكتابة اليمنية،
ولم أجنح يوماً للمباهاة، لكن لا يسع أي منكم مجاراتي.
أنت خليجي على كل حال، حتى وقد قرأت كتب نيتشه،
تظل التجسيد الكلي لمقولة نيتشه:
بطن ممتلئ وعقل كسيح.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news