يواجه الجيش في مالي اتهامات بتصفية نحو 32 مدنيًا، معظمهم من الرعاة، أثناء عبورهم مع ماشيتهم نهر النيجر، في تطور يسلط مزيداً من الضغوط على الحكومة الانتقالية في باماكو.
واتهمت منظمات محلية الجيش باستهداف تجمع للرعاة والأهالي في منطقة سيغو الواقعة وسط مالي، فيما امتنع الجيش والحكومة عن التعليق على الحادثة التي جدّت في 23 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
ضغوط متزايدة
يأتي هذا التطور في وقت تواجه فيه حكومة الرئيس المؤقت لمالي، آسيمي غويتا، وضعاً صعباً، حيث تفرض جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" المرتبطة بتنظيم القاعدة، حصاراً كبيراً على باماكو، وتمنع دخول شاحنات الوقود وإمدادات الغذاء وغير ذلك، الأمر الذي دفع الكثير من الدول الغربية على غرار الولايات المتحدة وألمانيا وإيطاليا وأستراليا، إلى دعوة رعاياها لمغادرة مالي فوراً في تطور لافت لمسار الأحداث.
وعلق الناشط الحقوقي المالي، إبراهيم جوارا، على الأمر بالقول: "على الأرجح، الضغوط المتزايدة التي يواجهها الجيش جعلته يشن غارات دون تفريق بين المدنيين أو الجماعات المتمردة أو الإرهابية، وهذا تطور خطير في اعتقادي".
وبين جوارا، في تصريح خاص لـ"إرم نيوز"، أن: "هذه التطورات تعكس الارتباك الذي بات يعاني منه الجيش في ظل زحف عناصر جنيم (جماعة نصرة الإسلام والمسلمين) نحو العاصمة، واستمرار تهديدات الطوارق شمالاً".
وشدد على أن: "الجيش لن يقدر على استعادة زمام المبادرة من خلال مثل هذه الهجمات التي تستهدف المدنيين أو الأقليات أو الرعاة في مالي، لذلك عليه إعادة تقييم الوضع وترتيباته".
ضعف استخباري
ويواجه الجيش المالي منذ سنوات طويلة تهديدات من الجماعات المسلحة التي نجحت بشكل كبير في تعزيز نفوذها إثر الانقلاب الذي عرفته البلاد قبل نحو 4 سنوات، وكان غويتا قد تعهد باستعادة الأمن والاستقرار لكن مساعيه تواجه عقبات عدّة.
وأعتبر الخبير العسكري المتخصص في الشؤون الإفريقية، عمرو ديالو، أن: "ما حدث في سيغو يعكس ضعفاً استخبارياً كبيراً حيث دأب هؤلاء الرعاة على عبور نهر النيجر في تقليد سنوي، ومع ذلك باغتهم الجيش المالي بقصف عنيف رافقه إطلاق نار من ميليشيات محلية متحالفة معه الأمر الذي خلف مجزرة حقيقية".
وأوضح ديالو، في تصريح خاص لـ إرم نيوز"، أن: "الجيش المالي أيضاً يسعى إلى تحقيق أي مكسب ميداني الآن بصرف النظر عن الثمن الذي سيدفعه من أجل ترميم معنويات عناصره أولاً، وثانياً إقناع الشارع بأنه قادر على فك الحصار على باماكو وشن هجمات منسقة شمالاً وهو أمر صعب في الوقت الراهن".
وختم المتحدث ذاته قائلاً إن: "الجيش المالي يواجه عجزاً يكاد يكون كاملاً خاصة في محيط العاصمة باماكو، لذلك الأسلم له تكريس كل جهوده لفك الحصار عنها وترك بعض الجبهات لأن سقوط باماكو سيشكل كارثة بالنسبة له".
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news