انشقاقات عسكرية “مفاجئة” بصفوف الحوثيين.. تصدع داخلي أم تكتيك دعائي؟

     
يمن ديلي نيوز             عدد المشاهدات : 297 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
انشقاقات عسكرية “مفاجئة” بصفوف الحوثيين.. تصدع داخلي أم تكتيك دعائي؟

تقرير – يمن ديلي نيوز:

مع إعلان قائدين عسكريين من جماعة الحوثي المصنفة إرهابية انشقاقهما وانضمامهما إلى صفوف القوات الحكومية، برزت عدداً من التساؤلات المحاطة بالمخاوف حول هذه الانشقاقات المفاجئة في ظل عدم وجود أي تغيير في خارطة الصراع والمعركة منذ توقيع الهدنة المؤقتة في 2022.

البعض أبدى تخوفه من أن الانشقاقات قد تكون ضمن مخططات للحوثيين تستهدف الصف الوطني، لكن ردود فعل الحوثيين تجاهها أثبتت عكس ذلك، كما يقول مراقبون، في حين يرى البعض أنها قد تكون حالة شاذة ربما نتيجة تصرفات معينة من قبل جماعة الحوثيين تجاه هذين القائدين قادتهما لإعلان انشقاقهما.

المثير في الانشقاقات أنها جاءت عقب خروج الحوثيين من معركة يرون فيها أنهم حققوا انتصاراً على أكبر قوتين عسكريتين في المنطقة هي الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، وهو الأمر الذي يثير المزيد من التساؤلات حول دلالة هذا الانشقاق، هل نحن أمام انشقاق حقيقي أم أمام حالة فردية؟

يجمع كل من المحلل العسكري محمد الكميم، والسياسي عادل دشيلة على أهمية هذين الانشقاقين من حيث المبدأ، وأنهما يأتيان من حالة أزمة تعيشها الجماعة، مع اختلاف مدى أهميتها من وجهة نظريهما.

واقع مأزوم

يتحدث المحلل العسكري العميد/ محمد الكميم، عن رسائل متعددة يمكن استنتاجها من انشقاق القائدين العسكريين، أولاها أنها تعكس عمق الأزمة التي تعيشها الجماعة على المستويات القيادية والميدانية والاقتصادية، أضف إلى تعكس حالة العزلة التامة على المستويات القيادية والوسطى والميدانية، أسهمت في حالة من الارتباك داخل صفوف الحوثيين، ظهرت على هيئة انشقاقات.

وأضاف لـ “يمن ديلي نيوز”: الانشقاقات تشير إلى أن الجماعة تواجه صعوبات على مستوى الإمداد بالعتاد والغذاء، وفقدان القيادة والسيطرة، وخاصة وأن الكثير من قيادات الحوثيين تختبئ منذ أشهر طويلة وتعتمد وسائل بدائية للتواصل، كإرسال الرسائل الورقية، ما يفقدها القدرة على إدارة المعارك والسيطرة الميدانية.

الكميم قال إن هناك قيادات عديدة انضمت إلى الجيش الوطني ولم تُعلن انشقاقها بعد، خوفاً على أسرها، لافتاً إلى أن ما يميز الموجة الأخيرة هو ظهور بعض المنشقين علناً للمرة الأولى، في حين جرى سابقاً التكتم على حالات مماثلة.

وأردف: “انكشاف المشروع الحوثي أمام أتباعه من أبرز الأسباب وراء الانشقاقات، بعد أن اتضح للجميع أنه مشروع حرب لا بناء، وهيمنة لا شراكة، واستعباد لا تنمية، حيث أدرك المقاتلون في صفوف الحوثي أنهم يُدفعون للموت من أجل مشروع لا يقدّر الإنسان ولا يحترم كرامته”.

وواصل: الحوثيون يحاولون دوماً تصدير أزماتهم إلى الخارج عبر افتعال الحروب وإحياء خطاب العداء الخارجي تحت شعار “العدوان”، في محاولة للحفاظ على تماسكهم الداخلي، موضحاً أن القيادات الميدانية باتت تدرك أنها مجرد أدوات في مشروع خارجي ذي طابع إيراني.

انهيار الصف الداخلي

وتابع الكميم قائلاً: “الانشقاقات مؤشر واضح على تصدع يعانيه الحوثيون داخلياً، خصوصاً فيما يتعلق بصراع الأجنحة حول من سيخلف عبدالملك الحوثي في حال مقتله، والخلافات بين تيارات الجماعة وقياداتها الميدانية، وكذلك بين أجنحة صعدة وصنعاء”.

ووصف الكميم المنشقين الجدد بأنهم “مؤشر على انهيار الصف الداخلي للجماعة”، مشدداً على أن ما يحدث هو قفز مبكر من سفينة غارقة لا محالة، بعد أن فقد المشروع الحوثي مصداقيته وشعاراته الزائفة التي استخدمها لتبرير جرائمه ضد اليمنيين.

وفي ما يخص تعامل الحكومة الشرعية مع العائدين من صفوف الحوثيين، أوضح الكميم أن “الشرعية تتعامل معهم كمواطنين عائدين إلى حضن الوطن، وتخضعهم للمتابعة والرصد الأمني والاستخباراتي من الجهات المختصة”.

ولفت إلى أن “الشرعية تدرك أن بعضهم قد يشكل خطراً في لحظة ما، لكنها في الوقت نفسه تضمن مراقبتهم وتقييم ولائهم”.

وأضاف الكميم أن “الكثير من المنشقين السابقين أثبتوا إخلاصهم بعد انضمامهم، لأنهم يدركون خبث المشروع الحوثي أكثر من غيرهم، ويقاتلون اليوم عن قناعة وإيمان راسخ بخطورة تلك الجماعة”.

تصدعات داخلية

من جانبه، قال الباحث السياسي الدكتور عادل دشيلة إن موجة الانشقاقات الأخيرة داخل صفوف جماعة الحوثي، رغم محدوديتها وطابعها الفردي، تُعد مؤشراً إيجابياً يعكس تصدعات داخلية متزايدة داخل الجماعة.

وأضاف دشيلة أن “الجماعة تمر حالياً بأزمات متعددة، اقتصادية وسياسية وأخلاقية ودستورية، وهي جماعة منغلقة أيديولوجياً لا تستند إلى أي شرعية قانونية أو شعبية”، مشيراً إلى أن “الكثير من المنتمين إليها يرون أن الهروب من هذه السفينة الغارقة هو النجاة”.

وأضاف لـ”يمن ديلي نيوز”: كثير من عناصر الحوثيين باتوا يرون أن النجاة تكمن في مغادرة هذه السفينة الغارقة، إلا أن “المواقع الحساسة داخل الجماعة ما تزال تحت سيطرة قيادات أيديولوجية متشددة لم تنشق بعد”.

التاريخ يعيد نفسه

وتابع: “التاريخ يعيد نفسه، فكما حدث في ستينيات القرن الماضي عند انهيار نظام الإمامة، بدأ كثير من المقاتلين بالعودة إلى صفوف الجمهوريين، لكن الانشقاقات حينها أيضاً لم تكن كافية لحسم المعركة وحدها”.

وشدد دشيلة على أن الانشقاقات الراهنة “لن تُحدث تغييراً كبيراً في موازين القوى العسكرية، لكنها تحمل دلالات رمزية مهمة، وتتطلب من الدولة تعاملاً منظماً ومسؤولاً وفق رؤية وطنية وإنسانية”، محذراً من تكرار أخطاء الماضي في التعامل مع العائدين من صفوف الجماعة.

وختم دشيلة حديثه بالقول: “في نهاية المطاف، جماعة الحوثي ستتفكك من الداخل، لأنها لا تستند إلى شرعية قانونية أو أخلاقية أو سياسية، وتعتمد فقط على منطق القوة والغلبة، وهذه الوسائل لا تدوم طويلاً”.

وخلال أكتوبر/تشرين الجاري أعلن قائدان في قوات جماعة الحوثي المصنفة إرهابية انشقاقها وانضمامها إلى صفوف القوات المناهضة في أول تحرك من نوعه منذ دخول الهدنة المؤقتة بين الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي حيز التنفيذ في 2 إبريل/نيسان 2022.

ففي 21 أكتوبر/تشرين الأول، أعلن الجيش اليمني انشقاق قائد اللواء العاشر “صمّاد” التابع لجماعة الحوثي، “العميد صلاح الصلاحي”، وعودته إلى جادة الصواب ومغادرة صفوف الحوثيين “والالتحاق بصفوف الجمهورية”.

ودعا الصلاحي في فيديو إعلان انشقاقه عن الحوثيين جميع مقاتلي الحوثيين إلى “الرجوع إلى حضن الوطن والجمهورية، وترك القتال وعدم توريط أنفسهم في جرائم المليشيا التي ترمي بأبناء اليمن إلى المحارق”، وفق قوله.

وفي 25 أكتوبر/تشرين الأول، نشر إعلام قوات العمالقة الجنوبية فيديو للعسكري المنشق “عبده أحمد عبده عوض” الذي يشغل قائدًا للسرية الثانية في اللواء السادس كرار التابع للحوثيين، والذي ينشط عسكريًا في جبهات الساحل الغربي.

المنشق عن الحوثيين “عوض” أعلن انضمامه إلى قوات العمالقة الجنوبية، مشيرًا إلى حجم الترحيب الكبير الذي لقيه في أوساط العمالقة.

ثاني قائد عسكري في صفوف قوات الحوثيين يعلن انشقاقه خلال أقل من أسبوع (فيديو)

مرتبط

الوسوم

الجيش الوطني

انشقاق القيادات العسكرية

جماعة الحوثي

نسخ الرابط

تم نسخ الرابط

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

جريمة اغتيال تهز العاصمة صنعاء ومفاجأة بشأن هوية الضحية (صور)

المشهد اليمني | 504 قراءة 

داعية يمني يكشف طريقة مذهلة لإستجابة الدعاء بشكل فوري

المشهد اليمني | 498 قراءة 

الكشف عن الجهة المسؤولة التي تقف خلف اغتيال الدكتورة وفاء المخلافي

كريتر سكاي | 409 قراءة 

مقتل الدكتورة وفاء المخلافي

كريتر سكاي | 407 قراءة 

تفاصيل جديدة حول جر...يمة اغت.يال الشهيدة وفاء المخلافي ومصير الجناة

كريتر سكاي | 406 قراءة 

موقف مشرف من الرئيس الزبيدي لخادم الحرمين الشريفين

عدن تايم | 341 قراءة 

صنعاء تعلن رسمياً مصير المتهمين بقتل الدكتورة وفاء المخلافي

كريتر سكاي | 335 قراءة 

انشقاقات عسكرية “مفاجئة” بصفوف الحوثيين.. تصدع داخلي أم تكتيك دعائي؟

يمن ديلي نيوز | 297 قراءة 

شركة يمن موبايل تزف البشرى للمواطنين وتكشف عن تفعيل خدمة جديدة ورائعة طال إنتظارها

نيوز لاين | 286 قراءة 

مسلحون يقتلون فتاة بعد سلبها مبالغ مالية في حي الحصبة بصنعاء

الأمناء نت | 272 قراءة