الاختراق الإسرائيلي يُفجّر صراع كيانات الاستخبارات الحوثية.. ذريعة لتصفية حسابات وإشعال حروب
تواصل عصابة الحوثي الإيرانية استثمارَ الاختراق الأمني الذي تعرّضت له على يد العدو الإسرائيلي في إعادة ترتيب كياناتها، وتنفيذ عمليات تصفية واعتقالات ضد خصومها، واستغلال الحادث ذريعةً لتفحيرِ حروب وصراعات جديدة تُبقيها بعيدةً عن ما تعيشه مناطق سيطرتها.
صراع الاستخبارات
مع وقوع الاختراق الإسرائيلي احتدّ الصراع داخل الكيانات الحوثية، وهذه المرّة ظهر بشكل لافت في المؤسسات الأمنية والاستخباراتية التابعة لها، بصورة لم تُشَهَدْ من قبل بعد فشلها في احتواء الاختراق وتحديد أطرافه.
ذكرت مصادر أمنية في صنعاء أن عصابة الحوثي وفصيلها الجهادي المقرب من زعيمها عبدالملك الحوثي بدأ يستثمران ذلك الاختراق بعد فشلهما في احتوائه، في إعادة ترتيب بنى العصابة على أساس صلات قرابة ومصالح داخلية.
وتجلّى ذلك بدعم القيادي علي حسين الحوثي، رئيس ما يُسمّى جهاز استخبارات الشرطة ونجله مؤسس العصابة حسين الحوثي، على حساب عبدالحكيم الخيواني، رئيس ما يُطلق عليه جهاز الأمن والمخابرات.
صراع النفوذ
بحسب المصادر، يدور صراع علي الحوثي والخيواني حول النفوذ. فقد ضغط الأول على الزناد لإزاحة نفوذ الخيواني مستثمراً ما تحقق من اختراق جسيم داخل كيان الجماعة الإيرانية.
وفي هذا الإطار حمّل علي الحوثي الخيواني مسؤولية الاختراق الذي أتاح للعناصر الإسرائيلية الوصول إلى مواقع واجتماعات سرية للعصابة، ومنها الوصول إلى رئيس المجلس الجهادي للقبيلة الغماري، ما مكّن علي الحوثي من تهميش دور الخيواني وجهازه.
صلاحيات ومهام
تؤكد المصادر أن جهاز الأمن والمخابرات التابع للعصابة ورئيسه الخيواني وُضعا تحت دائرة الاتهام بتسببهما في الاختراق، فتم سحب كثير من الصلاحيات والمهام لصالح جهاز علي حسين الحوثي (مخابرات الشرطة).
ومن تلك المهام —وفقاً للمصادر— تنفيذ اقتحامات واختطافات، والإشراف على بروتوكول أمني يُراد به السيطرة على تبعات الاختراق الإسرائيلي، شملت خطة لتغيير مساكن القادة والمسؤولين الحوثيين، وتحديد مواعيد وأماكن الاجتماعات والتحركات، والتحقيق في الملابسات.
كما يشرف جهاز علي الحوثي على إجراء تحديثات في دوائر الاتصالات الجهادية والعسكرية والأمنية، مثل تحديث أغلفة الإشارة، وتغيير خرائط الشفرات والرموز، وخطط نشر أجهزة التوجيه والمعدات.
مرحلة جديدة
وتقول المصادر إن الاختراق كتب مرحلةً جديدة داخل العصابة الإيرانية، وأن الخيواني لم يعد جزءاً فعالاً منها، ما عزّزته تعيينات جديدة، منها تعيين يوسف المداني مساعداً عسكرياً لزعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، ورئيساً لغرفة عمليات المجلس الجهادي خلفاً للغماري؛ والمداني هو صهر حسين الحوثي. من هنا تقلّصت —ثم انعدمت— فرص عودة الخيواني إلى نفوذه السابق.
وبسرعة صعود هذا العِقد تختفي أدوارٌ كانت قائمة سابقاً، كما حدث مع آخرين رُكّنوا بعد أن استُثمروا لمصلحة مشروع إيران.
وبالنسبة للاختراق نفسه، ترى المصادر أنه لا يمكن احتواؤه تماماً، بل سيُستثمر لتصفية الحسابات، واتخاذه ذريعة لممارسة تضليل الرأي العام والمتاجرة بحقوق وأموال اليمنيين بغرض بقاء العصابة، وقد فشلت كل من مليشيا حزب الله وحرسُ إيران الثوريّ في السيطرة على تبعات هذا الاختراق داخل معاقل نفوذهما.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news