تحالف الحوثي والإخوان.. ولادة جديدة للإرهاب في عباءة السياسة

     
عدن تايم             عدد المشاهدات : 38 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
تحالف الحوثي والإخوان.. ولادة جديدة للإرهاب في عباءة السياسة

يشكّل تنظيم الإخوان المسلمين في اليمن أحد أخطر فروع التنظيم الدولي، لما يتمتع به من شبكات تمويل وتسليح واسعة وارتباطات إقليمية تمتد من تركيا وقطر إلى القرن الإفريقي. ووفقًا لتقارير سرّية لقيادات التنظيم في تركيا، فقد تم مؤخرًا دمج الجناح اليمني للإخوان مع فروع التنظيم في الصومال والقرن الإفريقي، ضمن خطة تهدف إلى توسيع النفوذ العسكري والسياسي للتنظيم في المنطقة.

في عام 2011، وبعد تصاعد نشاط الإخوان وتبنيهم لما سُمّي بثورة إسقاط النظام، أُعلن عن تأسيس تنظيم أنصار الشريعة الإرهابي كواجهة مسلحة للإخوان في اليمن. استخدم الإخوان هذا التنظيم كذراع ميدانية لتنفيذ عمليات مسلحة ضد وحدات الجيش اليمني الموالية للنظام السابق، حتى تمكنوا من إسقاط ألوية عسكرية في البيضاء ورداع وعمران وأرحب ومأرب والجوف وصعدة.

وخلال تلك الفترة، تولّت جامعة الإيمان التابعة لعبدالمجيد الزنداني الإشراف الفكري والتجنيد العقائدي لعناصر التنظيم، حيث مثّل معسكر أرحب أحد أبرز مراكز تدريبهم، وضمّ ما يقارب ألف عنصر جرى استخدامهم في عمليات اغتيال وحماية القيادات الإخوانية كعبدالمجيد الزنداني وعلي محسن الأحمر، إضافة إلى مهام أخرى لا يرغب التنظيم في الظهور خلفها مباشرة.

وبعد سيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية على شمال اليمن عام 2014، فرّ مسلحو أنصار الشريعة إلى مأرب وتعز والبيضاء، ثم إلى مناطق الجنوب، وخاصة المرتفعات الرابطة بين البيضاء وأبين وشبوة، وبين مأرب وحضرموت. وقد تم ذلك بتسهيلات من الجيش الخاضع لسيطرة الإخوان، الأمر الذي أسهم في توسّع التنظيم وزيادة عملياته بعد عام 2015، حيث نفذ العشرات من العمليات الانتحارية ضد القوات الجنوبية.

وكما تؤكد تسجيلات تنظيم أنصار الشريعة الإرهابي، فإن معظم منفذي العمليات الانتحارية كانوا يحملون أسماء وكنى من مناطق شمالية، خصوصًا من صنعاء، ما يثبت أن المعقل الفكري للإرهاب هو جامعة الإيمان التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين. وكانت آخر تلك العمليات الهجوم الانتحاري الفاشل في منطقة المحفد بمحافظة أبين، الذي استهدف مركزًا للقوات الجنوبية ونفذه عناصر إخوانية من محافظات شمالية.

وتشير تقارير بحثية إلى أن تمويل تنظيم أنصار الشريعة منذ تأسيسه على يد ناصر الوحيشي عام 2011 تم عبر دعم قطري قُدّر بمليار دولار سنويًا خلال الأعوام (2011–2014). ولا يُستبعد أن الدعم تضاعف بعد تدخل التحالف العربي ومشاركة القوات الجنوبية في تحرير المحافظات من مليشيا الحوثي، في ظل العداء الإخواني المتنامي تجاه السعودية والإمارات، وسعي قطر لمد نفوذها داخل اليمن عبر دعم تحالف غير معلن بين الإخوان والحوثيين في إطار التقارب الإخواني–الإيراني.

إلا أن نشاط تنظيم أنصار الشريعة الإرهابي تصاعد بشكل لافت خلال العامين الماضيين، خاصة بعد تحالف غير معلن بين مليشيا الحوثي الإرهابية وأنصار الشريعة التابع للإخوان المسلمين. حيث جرى تحويل سجون الحوثيين إلى مقرات لإعادة بناء الفكر الإرهابي تحت شعار مزعوم هو “طرد الاحتلال الأجنبي من الجنوب”. وقد لوحظ تشابه واضح في الخطاب الدعائي (البروباغندا) بين الحوثيين وتنظيم القاعدة، فكلاهما يدّعي أن عملياته الإرهابية تهدف إلى “الانتصار لفلسطين”، في حين تتصاعد قدرات التنظيم الإعلامية ووحدة خطابه العدائي تجاه التحالف العربي والمجلس الانتقالي والقوات الجنوبية.

هذا التناغم أطلق عليه الحوثيون اسم “تحالف الضرورة”، وهو ما مكّن الطرفين من توظيف بعضهما لخدمة أهداف متبادلة، أبرزها ضرب القوات الجنوبية وتقويض الاستقرار في المحافظات المحررة. ويأتي ذلك في سياق التنسيق الأعمق بين إيران وتنظيم القاعدة، إذ تشير تقارير استخباراتية إلى أن القاعدة بزعامة الزرقاوي كانت قد أنشأت معسكرات تدريب في إيران عام 2003 أثناء غزو العراق، وأن أمير التنظيم الحالي سيف العدل يقيم في إيران منذ مقتل أيمن الظواهري عام 2022.

وتكشف هذه المعطيات عن حالة من التجانس والتقاطع بين الحوثيين والقاعدة والإخوان، حيث لم تُسجّل خلال السنوات الأخيرة أي عمليات للقاعدة ضد الحوثيين في مناطق الشمال، كما لم تُنفّذ أي هجمات ضد الألوية التابعة للإخوان في مأرب وتعز. في المقابل، تركزت كافة العمليات الإرهابية لأنصار الشريعة والقاعدة ضد القوات الجنوبية، العدو الأبرز لمشروع الإخوان في اليمن.

ويهدف تنظيم الإخوان المسلمين في اليمن من دعم نشاط أنصار الشريعة الإرهابي في الجنوب إلى فرض واقع سياسي موازٍ عبر تمكين التنظيم من الظهور كقوة أمر واقع، تمثّلها سياسيًا واجهة جديدة باسم “حزب التحرير والتغيير” الذي تم إشهاره مؤخرًا في وادي حضرموت. ويُعتقد أن هذا الحزب ليس سوى غطاء سياسي لذراع الإخوان المسلحة، في محاولة مكشوفة لاستنساخ التجربة السورية، حيث حوّل التنظيم هناك فصائله المسلحة إلى كيانات سياسية تحت عناوين “التحرير” و“الإنقاذ”، تمهيدًا لشرعنة وجوده وتهيئة نفسه لأي تسوية قادمة.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

صادم اختطاف الف فتاة وإجبارهن على ممارسة الرذيلة

كريتر سكاي | 697 قراءة 

حقيقة هوية الدكتورة المخلافي "الباشا" التي قُتلت في الحصبة بصنعاء

عدن نيوز | 559 قراءة 

مدير أمن صنعاء لأول مره يكشف تفاصيل سقوط صـ،نعاء ومن امرهم بالتسليم "للـ،،حو.ثيين"

صوت العاصمة | 420 قراءة 

عاجل : الكشف عن هوية المتهم الرئيسي في إغ.تيال الدكتورة وفاء المخلافي في صنعاء

كريتر سكاي | 415 قراءة 

رداً على تهديدات الرياض وأبوظبي: مجلس التعاون يرفع “وحدة اليمن” إلى مستوى “الخط الأحمر”

سما نيوز | 385 قراءة 

جريمة تهز صنعاء.. المخابرات الحوثية تُعدم الطبيبة وفاء المخلافي بعد استلامها مبلغاً مالياً من أحد محلات الصرافة

سما نيوز | 340 قراءة 

قيادي حو..ثي منشق يفضح جماعته ويتحدث عن حقائق صادمة حول عملية اعد.ام أبناء تهامة وعلاقتهم بمق.تل الصماد

كريتر سكاي | 315 قراءة 

تقرير خاص | اغتيال الدكتورة وفاء الباشا.. جريمة هزت صنعاء يحاول الحوثيون دفنها (فيديو)

بران برس | 308 قراءة 

مجلس التعاون الخليجي يحدد موقفه من السلام ووحدة اراضي اليمن

العاصفة نيوز | 307 قراءة 

باتيس يتسلم مهامه رئيسا لـانتقالي حضرموت

المشهد العربي | 290 قراءة