ككشفت مصادر مطلعة في العاصمة المختطفة صنعاء عن تصاعد غير مسبوق للصراع الداخلي بين أجنحة مليشيا الحوثي الإرهابية، وصل إلى عمق الأجهزة الأمنية والاستخباراتية، في مؤشر خطير على تفكك البنية التنظيمية المليشاوية وتحولها إلى مراكز قوى متناحرة.
وأكدت المصادر أن الصراع الحالي يتمحور داخل جهاز الأمن والمخابرات، بعد أن تمكن علي حسين الحوثي، نجل مؤسس الجماعة، وبدعم مباشر من عبد الكريم الحوثي المنتحل صفة وزير الداخلية، من الإطاحة بعبد الحكيم الخيواني المكنى(أبو الكرار)، رئيس ما يسمى بـ”جهاز الأمن والمخابرات”، الذي يُعد من أبرز رجال عبد الملك الحوثي.
وأوضحت المصادر أن هذه الخطوة جاءت بعد فشل جهاز المخابرات الحوثي في منع سلسلة تسريبات واختراقات أمنية أدت إلى سقوط عدد من قيادات الصف الأول خلال الأشهر الماضية، وهو ما اعتبره جناح عبدالكريم الحوثي فرصة ذهبية للسيطرة على الجهاز الأكثر حساسية داخل المليشيا.
وأضافت المصادر أن الجناح الجديد بقيادة علي حسين الحوثي يحظى بدعم قيادات عسكرية بارزة، أبرزها يوسف المداني، صهره وأحد الطامحين للسيطرة على الجناح العسكري، ما حول الصراع إلى تحالف عائلي متشابك يسعى لإزاحة كل المنافسين داخل كيان الحوثيين.
وبحسب المعلومات، يقف في الجهة المقابلة محمد حسين الحوثي، النجل الثالث لمؤسس المليشيا والمسؤول عن ما يسمى بـ”ملف الاتصالات الجهادية”، والذي تلقى تدريبات متقدمة في إيران على الأمن الرقمي والاتصالات. ويُتهم بقيادة شبكة تجسس داخلية لمراقبة الأجنحة الأخرى، ما زاد من حدة الانقسام والريبة داخل صفوف القيادات العليا.
وتشير المصادر إلى أن الصراع الحالي بات يتخذ طابعًا عائليًا مغلقًا داخل أسرة الحوثي نفسها، بعد أن تمكنت الأسرة من الاستحواذ الكامل على مفاصل القيادة العسكرية والأمنية للجماعة، فيما يبدو عبدالملك الحوثي عاجزًا عن كبح جماح الطموحات المتصاعدة لأشقائه وأبناء عمومته، وسط مخاوف من أن ينتهي الصراع بتصفية داخلية دامية قد تطيح برؤوس كبيرة في صنعاء.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news