الجيش يستعيد السيطرة بهذه المدينة 

العربي نيوز:

اعلنت قوات الامن والجيش الوطني، رسميا، استعادة السيطرة على مركز واحدة من اهم المحافظات المحررة، بعد اشتباكات عنيفة سقط فيها جرى من منتسبيها، وخاضتها مساء الاثنين (27 اكتوبر) مع مسلحين ينتمون إلى عصابات تهريب المخدرات والمتاجرة بها، في خط الكورنيش.

جاء هذا في بيان صادر عن السلطة المحلية لمحافظة المهرة، بثته وكالة الانباء الحكومية (سبأ)، أكد تمكن قوات الامن والجيش الوطني من استعادة السيطرة على منطقة الكورنيش بمدينة الغيضة، عقب اشتباكات مع عصابات تهريب المخدرات والمتاجرة بها وأجبرتها على الاستسلام.

وقال البيان: إن عملية أمنية نوعية نفذتها الأجهزة الأمنية والعسكرية بإشراف النيابة المختصة في المحافظة، استهدفت إحدى أوكار عصابات المخدرات والعناصر الإجرامية المرتبطة بها، في مدينة الغيضة، وتمكنت القوات الأمنية والعسكرية من محاصرة أحد أوكار المروجين للمخدرات".

مضيفا: إن قوات الامن والجيش واجهت "مقاومة مسلحة من تلك العناصر الإجرامية، تعاملت القوات الأمنية والعسكرية باحترافية عالية، وأسفرت عن إصابات في عدد من منتسبي الأمن والجيش، بينهم اصابة عنصر شرطة نسائية، ويتلقون حالياً الرعاية الطبية اللازمة بمستشفى الغيضة".

وتابع قائلا: إن القوات الأمنية والعسكرية "تمكنت من السيطرة الكاملة على الموقع وإجبار العناصر الإجرامية المسلحة على الاستسلام بعد مقاومة عنيفة، وتواصل الأجهزة الأمنية تحقيقاتها لاستكمال الإجراءات القانونية بحق المتورطين، تمهيداً لإحالتهم إلى الجهات القانونية المختصة".

معربة عن "تقديرها لجهود القيادات الأمنية والعسكرية، ولبسالة الأفراد الذين أدّوا واجبهم الوطني بمسؤولية وشجاعة عالية". وجددت "دعمها الكامل للمؤسسة الأمنية والعسكرية في مهامها الرامية إلى حفظ الأمن والاستقرار ومكافحة الجريمة بكل أشكالها، ودعت المواطنين للتعاون الكامل".

ومساء الاثنين (27 اكتوبر)، افادت

مصادر محلية

بأن "خمسة عناصر من الشرطة العسكرية والنسائية اصيبوا باشتباكات أثناء مداهمة وكر لتجار المخدرات، وهم: وفاء عبده سليمان العمر، بشير عبدالقادر القاضي العمر، علي عبدالله فالح، سليم حسين محشار، وسعيد فيصل أبو بكر".

موضحة أن "عناصر العصابة أطلقوا النيران على قوات الأمن من داخل منزل العصابة، وردت عليها القوات الأمنية لتشتبك مع عناصر العصابة وتعزيزات وصلتها، طوال ساعات، سقط خلالها جرحى من قوات الأمن نقلوا لمستشفى الغيضة الذي طلب تبرعات بالدم لندرة فصائل دمهم". 

وعلى صعيد متصل، أعلن رئيس لجنة الاعتصام السلمي في المهرة، المناهضة لتواجد قوات اجنبية بالمحافظة، الشيخ علي سالم الحريزي، في

كلمة

الاحد "استعداد اللجنة للتعاون مع السلطة المحلية في كل الملفات، بما فيها مكافحة التهريب، شريطة أن يكون ذلك بعيدًا عن الوصاية الأجنبية".

محذرا مما سماه "مخطط سعودي يستهدف المهرة وحضرموت"، عبر "أدوات دينية وسياسية، بينها محاولات لفرض مذهب الشيخ الحجوري السلفي المتشدد، بدلاً من المذهب الشافعي السائد في المنطقة، في مسعى لتكريس الولاء للسعودية وتمكين نفوذها في الشرق اليمني". حسب تعبيره.

وعلق على تحركات السعودية لإنشاء مليشيات جديدة باسم "درع الوطن"، قائلا: "هذه التشكيلات "ليست مَهرية حقيقية وإنما أداة خارجية تستغل حاجة المواطنين للرزق لتثبيت الاحتلال وتقويض مؤسسات الدولة"، وأكد "رفض إدخال الفصائل التكفيرية أو الحجورية ضمن الترتيبات الأمنية".

موضحا أن "المهرة ما تزال تواجه محاولات متجددة للهيمنة الأجنبية، وأن القوات السعودية والإماراتية تسعى عبر أدوات سياسية ودينية وعسكرية إلى فرض وصايتها على القرار المحلي". ومجددا اعلان "رفض ابناء المهرة أي قوات اجنبية أو تشكيلات عسكرية وأمنية تدار من الخارج".

وقال: "إن السعودية، منذ دخولها المهرة عام 2017، حاولت تجنيد بعض اليمنيين وتأسيس تشكيلات محلية لتثبيت وجودها العسكري، لكن أبناء محافظة المهرة واجهوا تلك المحاولات بوعي وصلابة، ما أدى إلى خروج معظم القوات السعودية من المحافظة، باستثناء عدد من الضباط".

مضيفا: إن هؤلاء "الضباط السعوديين ما يزالون يتمركزون في مطار الغيضة". وأردف الشيخ علي الحريزي في اجتماع موسع للجنة: إن "التواجد العسكري السعودي للمهرة تحوّل إلى مشروع احتلال طويل المدى يسعى لتنفيذ مخططاته ومشاريعه الاستراتيجية والسيطرة على الموانئ والمنافذ".

وأكد رئيس لجنة الاعتصام في المهرة، أن "الأمل بانسحاب كامل للقوات الأجنبية من المهرة قد تبدد نتيجة التغيرات السياسية الأخيرة". منتقدا الهيمنة السعودية على الحكومة ومجلس القيادة الرئاسي ورئيسه رشاد العليمي، الذي اتهمه بـ "تنفيذ أجندة الرياض وشرعنة المليشيات وبيع الجزر اليمنية".

مطالبا بـ "أن تكون "المناصب الأمنية والإدارية والمنافذ والموانئ بيد أبناء المحافظة"، ومجددا "رفض المهرة تواجد أي قوات اجنبية أو مليشيات خارج اطار الدولة". والتعهد بأن "يواصل أبناء المهرة خيار النضال السلمي حتى إنهاء الاحتلال السعودي والإماراتي واستعادة السيادة الوطنية الكاملة".

من جانبهم، ابرز مراقبون تداعيات خطيرة لانشاء السعودية هذه القوات من العناصر السلفية في محافظة المهرة، "تتجاوز المحافظة الى سلطنة عُمان الواقعة على الحدود معها". مشيرين إلى أن "وتصدير هذا التيار السلفي إلى حدود سلطنة عمان من شأنه أن يثير حساسية كبيرة لدى مسقط".

وعمَّدت الامارات إلى تمويل انشاء وتجنيد تشكيلات عسكرية في جنوب اليمن من ذوي الانتماء السلفي تمثلت في "الوية العمالقة الجنوبية" و"كتائب أبي العباس" في تعز، والوية مليشيات "الانتقالي الجنوبي"، ودفعت باتجاه سيطرتها على شبوة وحضرموت والمهرة، ما اعتبرته السعودية "تهديدا يمس امنها القومي".

بدورها، سعت السعودية، في مقابل تحركات الامارات ومليشياتها في اليمن، الى اتباع النهج الاماراتي نفسه، وعمدت مع بداية العام 2022 الى تمويل إنشاء ما بات يعرف باسم "قوات درع الوطن"، من سلفيي الجنوب لتكون قوات موازية لمليشيات الامارات السلفية باختلاف مسمياتها وتشكيلاتها المتعددة في جنوب اليمن.

وظلت السعودية منذ ما قبل بدء الحرب وتدخلها العسكري في اليمن، تجاهر بسعيها لمد انبوب إلى البحر العربي لتصدير النفط من منطقة خرخير الحدودية مع اليمن في الربع الخالي. وقد تصدت قبائل المهرة لعمليات مد الانبوب في نوفمبر 2018م وقابلتها القوات السعودية بإطلاق الرصاص الحي موقعة قتلى وجرحى.

شاهد .. تفاصيل اطلاق النار على المواطنين بالمهرة 

يشار إلى أن محافظتي المهرة وسقطرى ظلتا بعيدتان عن الانقلاب الحوثي العفاشي، وبالمثل محافظة حضرموت، لكن قوات التحالف السعودية الاماراتية سارعت للانتشار في المحافظات الثلاث، وانشاء قواعد عسكرية تضم قوات امريكية وبريطانية، على نحو دعا سياسيين بارزين في الشرعية اليمنية، الى الاعلان عن "اطماع التحالف في اليمن، موقعا وثروات".