ياسر اليافعي
أدرك أن هذا الكلام قد يزعج البعض، لكنه يخرج من باب الحرص لا المناكفة. منذ عام 2022 لم يعد المجلس الانتقالي كما كان؛ فقد جرى تحييد أو تهميش عدد من القيادات المؤسسة ذات المواقف المشهودة، واتجه العمل داخل المجلس إلى قدر من التفرد بصناعة القرار.
هذا مسار خطِر بتداعياته، ليس على الأشخاص فحسب فهم اليوم أو غدا سيرحلون بل على قضية وتضحيات شعب الجنوب، وهو ما يستدعي مراجعة جادة ومسؤولة.
والاصح سياسيا أن نحتفظ بالقيادات القوية صاحبة المواقف، حتى لو اختلفنا معها في وجهات النظر واتفقنا معها في الهدف؛ فهذا قوة وتمكين للمشروع لا عبء عليه. أما تمكين اصحاب المواقف المبهمة الذين يبحثون عن المناصب والمصالح الشخصية، فهؤلاء سيغادرون عند اول منعطف ويتركون المشروع وحده في لحظة الحاجة.
كثير من قيادات الصف الاول باتت خارج الفعل: بعضهم يلوح بتغريدة غاضبة، وآخرون يكتبون على فترات متباعدة، وغيرهم يبوح في المجالس بما لا يقال علنا. هذه ليست بيئة صحية لإدارة مشروع سياسي كبير.
بالمختصر: هذا ليس الانتقالي الذي دافعنا عنه في أصعب الظروف. الاستمرار بالنهج الحالي لن يقود إلى نتائج، بل إلى خسارة مزيد من الرجال والحاضنة وربما بعض المحافظات.
ونتمنى ان تحدث المراجعة بما يليق بتضحيات صبر وصمود شعب الجنوب، بما يٌسهم في تكرس العمل المؤسسي وتفعيل مؤسسات الإنتقالي، والأهم الحفاظ على الرجال الصادقين.
أسجل هذه النصيحة علناً، وستبقى شاهدة على فيسبوك وتويتر؛ وإن لم يحدث التصحيح فسنعود إليها ذات يوم بالكثير من الندم.
#ياسر_اليافعي
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news