العربي نيوز:
صدر اول اعلان رسمي لجمهورية ايران الاسلامية بشأن امتلاكها قنبلة ذرية، ردا على التصعيد الامريكي ضد ايران، وتصريحات مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، بشأن احتمال اللجوء إلى القوة ضد إيران في حال تعثّرت الجهود الدبلوماسية بشأن برنامجها النووي.
جاء هذا على لسان وزير خارجية ايران، عباس عراقجي، في مقابلة صحفية، نشرتها وكالة "
تنسيم
" الايرانية للانباء السبت (25 اكتوبر)، وقال فيها: "إن القنبلة الذرية التي تمتلكها إيران هي قدرتها على قول لا للآخرين، حينما يقولون لا ينبغي لإيران أن تمتلك القدرة على تخصيب اليورانيوم”.
مضيفا: “كنا دائمًا خلال فترة المفاوضات نواجه هذا السؤال: لماذا تريدون التخصيب؟, وكنا نقول: نحن لا نبحث عن قنبلة أو أسلحة نووية. نحن نريد التخصيب لأنه حق لنا، بينما الآخرون يقولون لا ينبغي أن تمتلكوه”. وأردف: “قنبلتنا الذرية هي قدرتنا على قول لا للآخرين، وقوتنا تنبع من هنا”.
وتابع وزير الخارجية الايراني مخاطبا الغرب، قائلا: “لسنا نحن من انسحب من الاتفاق النووي. إن قلقكم وفرضكم أننا ‘لا ينبغي أن نمتلك’ أمر غير مقبول، ولكننا مستعدون للتفاوض لإثبات أحقيتنا”. وتابع: "لقد قلت للكثيرين: القنبلة الذرية الإيرانية هي القدرة على قول ‘لا’ في وجه القوى".
مستطردا بقوله: "وقد بدأ هذا منذ الثورة الإسلامية ولا يزال مستمرًا، ولا ينبغي الاستهانة به. إنه شعب مستعد لتحمل التكاليف الباهظة لكن دون أن تُمسّ استقلاله وعزته وكرامته”. مجددا تأكيد استعداد ايران لأي هجوم عسكري عليها، بقوله: "إن الاستعداد التام هو العامل الأهم لمنع الحرب".
وتابع: "وهذا الاستعداد موجود في القوات المسلحة والشعب والحكومة، وهو حتى أكبر مما كان عليه خلال حرب الاثني عشر يوما، وإذا كرروا تلك التجربة، فسوف يواجهون ردًا مماثلاً”. مجددا اعلانه الجمعة (24 اكتوبر) أن "أي هجوم جديد على الجمهورية الإسلامية سيشكّل فشلاً جديداً”.
يأتي هذا بعدما لوح مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، في مقابلة مع صحيفة "لو تان" السويسرية، الاربعاء (22 اكتوبر)، باللجوء الى استخدام القوة ضد ايران في حال تعثر المفاوضات، بقوله: "إذا فشلت الدبلوماسية، أخشى من استخدام جديد للقوة ضد المواقع النووية الإيرانية".
مضيفا: "الهجمات الأمريكية والإسرائيلية ألحقت أضراراً بالمنشآت النووية الإيرانية، لكنها لم تُدمّر خبرتها التقنية، ولا يزال لديها نحو 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%". وأردف: "إيران تملك ما يكفي من الوقود لصنع نحو عشر قنابل نووية، لكن لا دليل لدينا على أن طهران تسعى لذلك".
وعلقت إيران في يوليو 2025م تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لكونها "لم تعلن ادانة استهداف منشآتها النووية" في العدوانٍ إسرائيلي الذي استمر 12 يوماً في يونيو 2025م، وشاركت فيه امريكا بغارات جوية وضربات بحرية استهدفت مواقع منشآت لبرنامج إيران النووي، في عدد من المحافظات الايرانية.
في السياق، وجّهت إيران وروسيا والصين، عبر سفرائها، السبت (25 اكتوبر) رسالة مشتركة إلى مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرّية، رافائيل غروسي، أكّدت أنّه لم يعد مكلّفاً بتقديم تقارير حول الاتفاق بشأن البرنامج النووي الايراني، بعد انتهاء العمل بالاتفاق وانقضاء مفعول قرار مجلس الامن رقم (2231).
ونقلت وكالة "
تسنيم
" عن الرسالة: إن "الفقرة التشغيلية 14 من القرار 2231 تنصّ على أنّ “مجلس الحكّام يقرّر النظر في هذا الموضوع لمدة عشر سنوات بعد يوم تنفيذ الاتفاق النووي، أو حتى التاريخ الذي يقدّم فيه المدير العام تقريراً يُظهر أنّ الوكالة توصلت إلى خلاصة شاملة بشأن إيران، أيّهما يأتي أولاً”.
مضيفة: “يُعتبر إدراج القرار 2231 والاتفاق النووي على جدول أعمال مجلس الحكّام منتهياً تلقائياً، ولم يعد المدير العام ملزَماً بتقديم أي تقرير في هذا الخصوص”. وتابعت: “نؤكد أن اللجوء إلى ما يُسمّى بآلية الزناد من جانب الدول الأوروبية الثلاث (بريطانيا، فرنسا، ألمانيا) يفتقر إلى الأساس القانوني والإجرائي".
متهمة هذه الدول، بانها "انتهكت التزاماتها بموجب الاتفاق النووي والقرار 2231، ولم تُكمل الإجراءات المنصوص عليها في آلية تسوية النزاعات (DRM)، ولا تمتلك الأهلية القانونية للاستناد إلى أحكام القرار”. وقالت: “بناءً على ذلك، نؤكد أنّ جميع أحكام القرار 2231 انتهى مفعولها ومهمة مدير الوكالة في 18 أكتوبر 2025".
إلى ذلك، اعلن قائد مقر خاتم الأنبياء للدفاع الجوي المشترك، العميد علي رضا صباحي فرد، الاربعاء (23 اكتوبر)، أنّ "إيران ستتصدى بحزم لأي تهديد أو عدوان عليها". وقال: “تمكنا من ترميم معداتنا المتضررة في أقصر زمن ممكن”، مشيراً إلى أنّ “العدو حاول استهداف كل المراكز الحيوية في البلاد، وقواتنا تصدت له”.
يشار إلى أن وكان المرشد الاعلى للثورة الايرانية، علي خامنئي، كان أكد أنّ تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن قصف “الصناعة النووية الإيرانية” وادعاءات تدميرها تُشكّل “وهماً”، و”تبقى مجرد أحلام”، قائلاً له: “حسناً، عش هذا الوهم”. وتحدث عن "انجازات تحمل قيمة مضاعفة" جرى تحقيقها مؤخرا.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news