تشهد جبهات الحديدة وتعز تصعيداً مفاجئاً وتحشيداً واسعاً لمقاتلي مليشيا الحوثي، تزامناً مع تهديدات متكررة للسعودية وهجمات متواصلة في البحر الأحمر.
ورغم أن المشهد يوحي باستعداد لمعركة كبيرة، إلا أن ما يجري – بحسب المحلل العسكري العميد محمد كميم – يخفي وراءه أزمة داخلية خانقة تعصف بالجماعة أكثر مما يكشف عن قوتها.
وقال كميم في منشور على صفحته بـ فيسبوك إن التصعيد الحوثي “ليس سوى هروب من غضب شعبي متصاعد وانهيار اقتصادي حاد”، مضيفاً أن الجماعة تسعى إلى إحياء خطاب الحرب لتوحيد صفوفها المترنّحة تحت غطاء “الخطر الخارجي”.
وأكد أن الحوثيين “لا يصعّدون من موقع قوة، بل من موقع مأزوم يبحث عن طوق نجاة وسط رماد الحرب”، مشيراً إلى أن التحركات الأخيرة تهدف إلى إعادة ترتيب الصفوف المنهارة واستعادة السيطرة على المقاتلين الميدانيين.
وكانت مصادر ميدانية كشفت لـ”تهامة 24″، أن المليشيا دفعت خلال الأيام الماضية بتعزيزات عسكرية جديدة إلى مناطق قريبة من خطوط التماس جنوب محافظة الحديدة، في مؤشر على احتمال تصعيد ميداني وشيك في جبهة الساحل التهامي.
وقالت المصادر إن الحوثيين أرسلوا عشرات المسلحين من مديريتي زبيد والتحيتا باتجاه مناطق الفازة والجبيلة، ضمن ما يبدو أنه إعادة تموضع لعناصرهم في محيط الجبهات.
وتأتي هذه التحركات بعد أسابيع من تراجع عملياتها ضد اسرائيل وهدوء نسبي على جبهة غزة، ما يرجّح – بحسب مراقبين – أن الجماعة تسعى إلى إعادة توجيه عناصرها نحو الداخل اليمني، لإبقاء جذوة الحرب مشتعلة وسط تصاعد التوترات الداخلية في مناطق سيطرتها.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news