في مشهد يعيد إلى الأذهان أسوأ الكوابيس الإنسانية، دقّ المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان ناقوس الخطر معلناً أن اليمن يعيش على حافة وباء مدمر، بعد أن صعدت البلاد إلى المرتبة الثالثة عالميًا في عدد إصابات الكوليرا، وسط انهيار شامل في خدمات المياه والصرف الصحي وتجاهل دولي يثير الاستغراب.
وأكد التقرير أن المرض لم يعد طارئًا بل متوطناً في اليمن، بعد أن عجزت الجهات المحلية والدولية عن معالجة أسبابه الحقيقية، محملاً الأطراف المسيطرة على الأرض كامل المسؤولية عن الانهيار الصحي الذي فتح الباب أمام الوباء ليجتاح المدن والقرى بلا رحمة.
ومنذ التفشي التاريخي بين عامَي 2017 و2020، لم تعرف البلاد استقراراً صحياً، إذ لا تزال تسجل إصابات جديدة كل يوم، فيما تزداد المخاوف من تكرار الكارثة بأبعاد أشد قسوة هذه المرة.
وأشار المرصد إلى أن انهيار شبكات المياه، وتكدّس النفايات، والقيود المفروضة على عمل فرق الإغاثة، جعلت من مكافحة الكوليرا مهمة شبه مستحيلة، داعياً إلى فتح المجال فوراً أمام المنظمات الدولية لإصلاح البنية التحتية الصحية المنهارة.
وفي الجانب الإنساني، تتصدر الأطفال والنساء قائمة الضحايا، حيث يُصاب عشرات الآلاف سنوياً بإسهال مائي حاد وجفاف قاتل، خاصة داخل مخيمات النزوح المكتظة التي تحولت إلى بؤر موبوءة بعد غياب المياه النظيفة ووسائل التعقيم.
كما كشفت منظمة أطباء بلا حدود عن تسجيل انفجار مفاجئ في عدد الإصابات بمحافظتَي إبّ والحديدة، حيث تم رصد أكثر من 4700 حالة في إبّ وألف حالة في الحديدة خلال خمسة أشهر فقط، مؤكدة أن الوضع الصحي في المحافظتين "ينهار بسرعة مخيفة".
ويواجه القطاع الصحي في اليمن أزمة تمويل خانقة بعد أن تخلّفت الدول المانحة عن سداد أكثر من 80% من التزاماتها، مما أدى إلى شلل برامج مكافحة الكوليرا وتعطيل جهود الوقاية والعلاج في مناطق واسعة من البلاد.
التحذير الأخير: إذا استمر الصمت الدولي وغياب التمويل، فقد يشهد اليمن انفجاراً وبائياً جديداً يهدد حياة ملايين المدنيين، في بلد أنهكته الحروب والجوع والموت البطيء.
آ
وأتس أب
طباعة
تويتر
فيس بوك
جوجل بلاس
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news