بوتين والناتو يختبران حدود الردع.. العالم يترقب بدقة

     
العين الثالثة             عدد المشاهدات : 88 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
بوتين والناتو يختبران حدود الردع.. العالم يترقب بدقة

في خطوة وُصفت بأنها “أعلى درجات التصعيد الاستراتيجي”، أشرف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شخصياً على مناورات القوات النووية الاستراتيجية الروسية، بمشاركة ما يُعرف بـ"الثالوث النووي" الذي يجمع القدرات البرية والبحرية والجوية الروسية.

وأعلن الكرملين أن المناورات تضمنت إطلاق صواريخ باليستية عابرة للقارات، بينها صاروخ "يارس" الاستراتيجي من قاعدة "بليسيتسك" الفضائية باتجاه ميدان "كورا" في كامتشاتكا، إضافة إلى صاروخ "سينيفا" الذي أُطلق من الغواصة النووية "بريانسك" في بحر بارنتس.

وأكدت موسكو أن المناورات أنجزت جميع مهامها بنجاح تحت إشراف مباشر من الرئيس بوتين.

وفي المقابل، أجرى حلف شمال الأطلسي (الناتو) تدريبات نووية متزامنة، أقلعت خلالها مقاتلات هولندية من طراز “إف-35” من قاعدة فولكل الجوية، في إطار اختبار أنظمة الأسلحة النووية للحلف، استعداداً لأي احتمال في ظل تصاعد التوتر شرق أوروبا.

وتأتي هذه التحركات في وقت يلتقي فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالأمين العام لحلف الناتو، مارك روته، في واشنطن، وسط تزايد القلق داخل الحلف بشأن مستقبل الدعم الغربي لأوكرانيا، لا سيما بعد تصريحات ترامب التي أكد فيها أنه لا يريد “إضاعة الوقت في لقاءات غير مثمرة” مع بوتين، إثر تأجيل قمة كانت مرتقبة بين الجانبين.

رسائل موسكو إلى الغرب

أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأكاديمية للعلوم السياسية في موسكو، نزار البوش، تحدث لسكاي نيوز عربية، موضحاً أن ما جرى ليس حدثاً عابراً، بل خطوة محسوبة تحمل رسائل متعددة الاتجاهات إلى الغرب وحلف الناتو.

وأشار البوش إلى أن المناورات الروسية “تعكس استعداد موسكو لكل الاحتمالات في مواجهة التهديدات الغربية، سواء عبر الردع النووي أو المفاوضات السياسية”، مؤكداً أن الغرب “هو من يدفع المنطقة نحو حافة الصدام”.

وأضاف الدكتور نزار البوش:

"ذهبت روسيا إلى هذه الخطوة لأن الأوروبيين يستعدون للحرب ويهددون روسيا بكل معنى الكلمة".

"انضمام السويد وفنلندا إلى الناتو كان مؤشراً واضحاً على نية الغرب تطويق روسيا".

"هذه المناورات رسالة للغرب بأننا مستعدون لكل الاحتمالات، طالما أنكم لا تريدون السلام".

"الحديث في الغرب ليس عن السلام مع روسيا، بل عن هزيمتها استراتيجياً، ولذلك كان الرد الروسي عبر استعراض القوة النووية".

"روسيا تريد فعلاً السلام، لكنها أيضاً تريد أن تكون مستعدة للحرب، وهذه هي فلسفة الردع الروسية".

"التدريبات ليست موجهة ضد أحد، بل لحماية روسيا وردع المغامرين في الغرب".

"من يغامر الآن هم قادة الغرب: المستشار الألماني، رئيس وزراء بريطانيا، والرئيسان الفرنسي والفنلندي".

"حتى بولندا أعلنت استعدادها لاستضافة أسلحة نووية على أراضيها، أي على حدود روسيا وبيلاروسيا، فهل هناك تهديد أوضح من ذلك؟"

"ترامب يريد فعلاً أن يكون بطل السلام، لكنه يواجه ضغوطاً من صقور أوروبا ومن داخل الولايات المتحدة نفسها، سواء في الكونغرس أو الحزب الجمهوري".

رسائل الردع وقراءة واشنطن

بحسب محللين، فإن إشراف بوتين الشخصي على المناورات يُعد إشارة رمزية قوية تؤكد أن القيادة الروسية تعتبر التوازن النووي "جوهر الردع الاستراتيجي" في مواجهة الضغوط الغربية، في حين ترى واشنطن في هذه التحركات محاولة روسية لفرض معادلة جديدة في الحوار الأمني.

ويرى مراقبون أن الولايات المتحدة تتعامل بحذر مع هذه التطورات، فهي من جهة لا ترغب في انزلاق الموقف إلى مواجهة نووية، ومن جهة أخرى لا تريد أن يُنظر إليها على أنها تتراجع أمام موسكو، خاصة في ظل الانتقادات الداخلية لإدارة ترامب بشأن موقفه من الحرب في أوكرانيا.

في هذا السياق، يعتقد البوش أن واشنطن "تقرأ هذه الرسائل بجدية"، موضحاً أن "الولايات المتحدة تعلم أن موسكو تمتلك من القدرات ما يجعلها لاعباً لا يمكن تجاهله في أي ترتيبات أمنية عالمية".

ويضيف البوش أن "الحوار بين موسكو وواشنطن لن يكون سهلاً، لكن المناورات الأخيرة أعادت التأكيد أن روسيا لن تُقبل على أي تسوية إلا من موقع قوة".

تشير التطورات إلى أن العالم دخل مرحلة استعراضات نووية متبادلة بين موسكو وحلف الناتو، في وقت لا تزال فيه الحرب في أوكرانيا تراوح مكانها، دون أفق واضح للسلام.

وبين رسائل الردع الروسية، وردود الحلف الأطلسي، تبدو واشنطن أمام اختبار صعب: فإما أن تنجح في احتواء التصعيد عبر الدبلوماسية، أو تجد نفسها في مواجهة سباق تسلح نووي يعيد شبح الحرب الباردة إلى الواجهة.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

فيديو | موقف اليمنيين من تحركات الانتقالي في حضرموت والمهرة وتحشيد أنصاره للمطالبة بإعلان دولة الجنوب؟

بران برس | 850 قراءة 

أنباء عن اجتماع مرتقب في الرياض لمجلس القيادة الرئاسي والحكومة و إنفراجه قريبةللأزمة

يمن فويس | 819 قراءة 

عاجل:معارك عسكرية بمختلف الأسلحة بهذه المحافظة الجنوبية

كريتر سكاي | 800 قراءة 

مصادر محلية: مدافع سعودية ثقيلة وطيران مسير يشعلان مشهد التصعيد في حضرموت

موقع الجنوب اليمني | 762 قراءة 

ضمن خطة هيكلة الجيش.. الرئيس العليمي يعين قيادة جديدة لهيئة الركن بالعمليات المشتركة

موقع الأول | 585 قراءة 

عودة علي سالم البيض إلى عدن بعد سنوات من الغياب.. ورسالة برلمانية حول الوحدة اليمنية

نيوز لاين | 545 قراءة 

عملية استباقية نوعية لشرطة مأرب.. اعتقال قيادي حوثي كُلف بإدارة الخلايا الإرهابية خلفاً للقيادي المعتقل “أحمد قطران”

بران برس | 488 قراءة 

خالد سلمان يكشف عن زلزال عسكري قادم نحو تعز والبيضاء.. وساعات لحسم مصير محور الجبولي

نافذة اليمن | 435 قراءة 

هل تستخدم السعودية القوة لإخراج قوات الانتقالي من حضرموت والمهرة؟

الوطن العدنية | 419 قراءة 

اول ضربة جوية على قوات الانتقالي بوادي حضرموت (تفاصيل)

مراقبون برس | 366 قراءة