أعلنت السلطات الفلسطينية، الأربعاء 22 أكتوبر/تشرين الأول 2025م، دفن جثامين 54 شهيداً أعاد الاحتلال الإسرائيلي تسليمهم بعد احتجازهم لأشهر، وقد ظهرت عليها آثار واضحة للتعذيب الوحشي والإعدام الميداني والتصفية الجسدية.
وأوضح مكتب الإعلام الحكومي في قطاع غزة، في بيان اطلع عليه "بران برس"، أن سلطات الاحتلال سلمت جثامين 165 شهيداً فلسطينياً كانت قد احتجزتها خلال العدوان على غزة، بينهم 54 جثماناً تم دفنهم في مقبرة جماعية بمدينة دير البلح وسط القطاع بعد استكمال إجراءات التوثيق للجثامين.
وأكد المكتب أن الاحتلال ما يزال يحتجز مئات الجثامين الفلسطينية في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني، مشيراً إلى أن الجثامين التي أُعيدت حملت دلائل واضحة على تعرض أصحابها لتعذيب جسدي ونفسي ممنهج قبل إعدامهم ميدانياً.
وبحسب البيان، أظهرت نتائج الفحوصات الطبية والتقارير الحقوقية أن بعض الشهداء كانت أعناقهم تحمل آثار شنق بالحبال، بينما أُطلقت النار على آخرين من مسافة قريبة جداً، ما يؤكد أنهم أُعدموا عمداً بعد اعتقالهم.
كما بينت النتائج وجود قيود بلاستيكية على الأيدي والأقدام وعيون معصوبة، فيما بدت على بعض الجثامين آثار حروق وكسور وجروح عميقة تدل على تعذيب وحشي، وأخرى سُحقت تحت جنازير دبابات الاحتلال، طبقاً للبيان.
وقالت السلطات الفلسطينية إن هذه الجرائم الموثقة تمثل دليلاً قاطعاً على عمليات إعدام خارج نطاق القانون، وتعدّ جريمة حرب مكتملة الأركان، مطالبةً المجتمع الدولي ومحكمة الجنايات الدولية بتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة، ومحاسبة قادة الاحتلال على جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي بحق الفلسطينيين.
وطالب المكتب المجتمع الدولي ومحكمة الجنايات الدولية وكل المحاكم الدولية والمنظمات القانونية والحقوقية إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة عاجلة، ومحاسبة قادة الاحتلال "الإسرائيلي" على جرائم الحرب والإبادة الجماعية والتطهير العرقي ضد الفلسطينيين في قطاع غزة.
ومنذ بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، يشكّل ملف تبادل جثامين الأسرى والضحايا بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي أحد أكثر الملفات حساسية وتعقيداً في المشهد الإنساني والسياسي الراهن.
ففي وقت سابق، أعلنت وزارة الصحة في غزة عن استلام 30 جثماناً فلسطينياً كانوا محتجزين لدى سلطات الاحتلال، ليرتفع بذلك إجمالي عدد الجثامين المستلمة إلى 195 جثماناً، وفي المقابل سلمت حركة حماس حتى الآن نحو 15 جثماناً إسرائيلياً من بين 28 جثماناً.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news