الحوثيون ودور العبادة... الطائفية حين تتحول إلى انتهاك مقدس
قبل 14 دقيقة
لم تترك المليشيات الحوثية جانبًا من جوانب الحياة في اليمن إلا وطالته يدها بالعبث والتخريب، حتى الجانب الديني الذي يفترض أن يكون في مأمن من الصراعات لم يسلم من بطشها وانتهاكاتها المتواصلة. فقد أمعنت هذه المليشيا الطائفية، المدعومة من النظام الإيراني، في ارتكاب أبشع الجرائم بحق المساجد ومراكز تحفيظ القرآن الكريم ورجال الدين، في محاولة لفرض فكر طائفي ومذهبي دخيل على المجتمع اليمني.
وقد تنوعت انتهاكات المليشيات الحوثية ضد رجال الدين من علماء وخطباء وأئمة مساجد ومصلين بين القتل والاعتقال والضرب والاعتداء المسلح، حيث وثقت تقارير حقوقية مقتل المئات منهم، واعتقال وتعذيب وضرب وطعن مئات الآخرين في مشاهد تعكس حجم الحقد الطائفي المتجذر في سلوك هذه المليشيات.
كما تنوعت الانتهاكات الحوثية ضد دور العبادة من مساجد ومراكز ومدارس تحفيظ القرآن الكريم بين التفجير والتفخيخ والإحراق والاقتحام والنهب، وصولًا إلى الاستيلاء عليها واستغلالها لنشر أفكارها الطائفية المتطرفة. ولم تكتفِ المليشيا بذلك، بل عمدت إلى تحويل مئات المساجد إلى ثكنات عسكرية ومخازن أسلحة، وهو ما يعد تدنيسًا لحرمة بيوت الله، وانتهاكًا صارخًا لحقوق الناس في العبادة وممارسة الشعائر الدينية بأمن وسلام.
وقد بلغت الانتهاكات الحوثية ضد رجال الدين ودور العبادة في اليمن، بحسب التقرير الصادر عن الشبكة اليمنية للحقوق والحريات ونُشر في 20 أكتوبر 2025م، أكثر من 4,800 انتهاك، ما بين قتل واعتقال واعتداءات واقتحامات وتفجيرات. وتشير هذه الأرقام إلى حجم الكارثة التي يعيشها اليمنيون تحت سيطرة المليشيات السلالية.
إن ما تمارسه المليشيات الحوثية من انتهاكات لا يعكس فقط طابعها العدواني والعنصري، بل يبرز الأهداف العقائدية لحربها الانقلابية، ويكشف مشروعها الطائفي الذي يستهدف تمزيق النسيج الاجتماعي اليمني، وإحلال فكر دخيل قائم على الكراهية والإقصاء محل التعايش والمواطنة. فبدلًا من أن تكون المساجد منارات للعلم والسلام، حولتها هذه العصابة إلى أدوات لنشر الكراهية والعنف الطائفي.
إن ما يحدث من اعتداءات حوثية ممنهجة على دور العبادة ورجال الدين يؤكد أن المعركة في اليمن ليست فقط سياسية أو عسكرية، بل هي معركة هوية ودين وثقافة. ولذا فإن التصدي لهذا المشروع الطائفي يتطلب تضافر الجهود الوطنية والدولية لحماية ما تبقى من ملامح التعدد الديني والمذهبي في اليمن، وصون حرية العبادة من عبث السلاح والمليشيات العنصرية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news